مركز تراث الحلة
آل كمال الدين
التاريخ : 2 / 4 / 2017        عدد المشاهدات : 6911

إزدهرت مدينة الحلة منذ تمصيرها بالعلم، ولاعجب في هذا ولاغرابة، لما كان له في أبنائها من رغبة شديدة واستهواء كبير.

أسر علمية كثيرة شرقت للدنيا من رحم هذه المدينة الفراء لتنشر فكر مدرسة أهل البيت الطاهر(عليهم السلام)، فظهرت حركة علمية كبيرة أشرقت بنور العلم والمعرفة لتنير دروب المجتمع البشري، كرست جهودها للدين والدعوة له، والأمربالمعروف والنهي عن المنكر الى جانب الأمور الدنيوية الأخرى، ومن هذه الأسرالعلمية الكريمة، أسرة آل كمال الدين الحسينية التي اتخذت نهج آل البيت (عليهم السلام) طريقاً لحياتهم وآخرتهم، وقد نبغ من هذه الأسرة عدد كبير، وصلوا مراتب عالية جداً في أمور الدين، ولقد ذكرعلي صالح الكعبي في كتابه شذرات من تاريخ أسرالحلة وعشائرها " آل كمال الدين أسرة جليلة، جدهم الجامع هو السيد كمال الدين بن السيد منصور بن السيد علي الزوبع بن السيد محمد المنصور وينتهي النسب الى الإمام زيد الشهيد بن الإمام السجاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)".

وبحسب ما ذكره السيد هادي كمال الدين في كتابه فقهاء الفيحاء " يتفرع من أسرة آل كمال الدين فرعان هما البو سيد عيسى والبو سيد أحمد، ويتصل أبناء السيد عيسى بجدهم الأعلى السيد منصور بن كمال الدين، كما يتصل أبناء السيد أحمد بجدهم الأعلى السيد ناصر كمال الدين، أما ذرية السيد عيسى فتنقسم الى فخذين البو السيد حمد، والبو السيد كاظم، وذكر هذا لتوضيح في ترجمة السيد حسين السيد أحمد آل كمال الدين الذي ينتهي نسبه الى السيد ناصر شقيق السيد منصور".

 سكنوا مع أبناء عمومتهم في قرية السادة جنوب الحلة الطريق السياحي، ثم انتقل قسم منهم وسكن محلة الجامعين والأكراد وقسم أخر سكن النجف لدراسة العلوم الدينية والفقهية والشرعية وأصبحوا علماء وفقهاء يشار لهم بالبنان نذكرمنهم :

السيد حسين بن كمال الدين بن الأبزر الحسيني الحلي، فقد ذكره السيد هادي كمال الدين في كتابه فقهاء الفيحاء،" هو أحد أبناء هذه الأسرة وهو سيد شريف كان من الفقهاء العظماء والمحدثين المشهورين والعلماء النابهين معاصراً الى سميهِ الأديب السيد حسين بن كمال الدين الحسيني من بني حمزة نقباء الشام المتوفى سنة 1072هـ" وقد حدثنا كتاب أمل الآمل عن إبن الأبزر فقال: إنّه ( السيد حسين ابن الأبزرالحسيني الحلي، عالم فقيه محدث جليل شاعرمعاصر، له كتب منها (كتاب الرجال) وكتاب في النحو ورسالة في علم البديع أسماها درر الكلام ويواقيت النظام وغيرها).

 

السيد حمد السيد محمد حسن : هو الشريف أبو الحسين السيد حمد بن السيد محمد حسن بن أبي محمد عيسى بن كامل بن منصور بن كمال الدين واليه تنتسب أسرة (آل كمال الدين) ولد سنة 1202هـ، وكان من أشهرعلماء زمانه وأزهدهم وأورعهم، واليه يرجع الناس بالفتاوى وحل الخصومات والمنازعات، وافاه الأجل سنة 1287هـ .

السيد جعفر الحلي : هو أبو يحيى السيد جعفر بن العلامة الثقة السيد حمد بن محمد حسن آل كمال الدين ولد سنة 1276هـ، وقد اشتهر بالشعر مع إنه من مجتهدي العلماء، توفي سنة 1315هـ .

السيد صالح بن السيد حمد بن السيد محمد حسن كمال الدين : من العلماء الأتقياء البررة المقلّدين قال في ترجمته البحاثة الكبير الشيخ أغا بُزُرْكْ الطهراني في موسوعته النفيسة طبقات أعلام الشيعة، " هو السيد صالح بن السيد حمد السيد محمد حسن بن عيسى بن كامل بن منصور بن كمال الدين الحسيني الحلي النجفي عالم جليل وفقيه فاضل " .

السيد فاضل كمال الدين : هو السيد فاضل نجل السيد حمد وأحد أشباله الثمانية، بلغ رتبة الإجتهاد وكان من أهم المراجع الدينية في الحلة ونواحيها، ولد سنة 1257هـ، كان يقيم صلاة الجماعة في مسجده المعروف بمسجد باب الحسين الواقع في محلة الأكراد من الحلة وهو من تلامذة الشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ هادي الطهراني وغيرهما، كان آية في حدة الذكاء لدرجة أنه لاينسى ماقرأ بل يعتمد على ما يطالعه عرضاً في المكتبات أو لدى بعض أصدقائه، أحرقت معظم مؤلفاته في أثناء مداهمات السلطة لداره مرات متعددة، انتقل الى رحمة الله تعالى في اليوم 22 من ربيع الآخر من سنة 1322هـ بالطاعون الكاسح (الكوليرا) هو وأخوه المرحوم السيد علي في يوم واحد وكان يومهما مشهوداً انتظمت فيه المواكب العزائية رغم الخوف من التعرض بالإصابة بهذا المرض الفتاك واشترك الهيتاويون بهذا الموكب بتشييع حافل لم يسبق له مثيل حتى نقل جثمانه على أصابع اليد ودفن في النجف الاشرف .

السيد هاشم كمال الدين : هو السيد هاشم السيد حمد السيد محمد حسن كمال الدين، ولد سنة 1268هـ، عالمٌ شاعرٌ فقيهٌ أديبٌ ناثرٌ، ترجم له الشيخ اليعقوبي والشيخ آغا بُزُرْكْ وغيرهما، ومما قاله الشيخ اليعقوبي في بابلياته " هو أحد أخوته الثمانية الذين أرسلهم والدهم السيد حمد من قرية السادة الى الحلة لدراسة مبادئ العلوم فيها وكان أكثر حضوره عند الشيخ محمد صالح الحلي المعروف بابن العالم، توفي رحمه الله سنة 1341هـ ".

السيد عيسى حمد كمال الدين : هو السيد عيسى بن السيد حمد بن السيد محمد حسن كمال الدين، ولد سنة 1286هـ، عالمٌ فاضلٌ ومصلحٌ كبيرٌ مجاهدٌ وهو أصغر أخوته الثمانية وكلهم من رجال العلم والفضل والأدب والسياسة ومنهم من اكتفى بالتضلع بالأمور الدينية والفقه مثل السيد عيسى حيث كان عالماً بارعاً، وكان مصدراً للفتوى وله مؤلفات كثيرة لم تأخذ طريقها الى الطبع سوى القليل منها، انتقل الى رحمة ربه سنة 1372هـ، وما إن ذاع خبر إنتقال هذا الجهبذ الى بارئه عن طريق الإذاعة في وقتها حتى سارعت جميع الصحف المحلية اليومية وأبّنَتْهُ تأبيناً يُليق بالعلماء الأجلاء العاملين، ورثاه جماعة من العلماء والشعراء.

السيد حمد السيد فاضل: ولد في مدينة الحلة سنة 1295هـ / 1878م، فأحسن أبوه توجيهه ودرسه قسماً من المقدمات ثم بعثه الى النجف الأشرف للتكميل فأتمها على عمه العلامة المرحوم السيد عيسى كمال الدين ودرس سطوح الفقه والأصول على عمه المجتهد السيد صالح والسيد عبد الصاحب الحلو، والشيخ أحمد كاشف الغطاء وغيرهم، ثم حضر بحث الشيخ محمد كاظم الخراساني والسيد محمد كاظم اليزدي وغيرهما، حتى برع في الفقه والأصول وله آثار منها محجة الاعتقاد طبع في النجف سنة 1351هـ ، وتنبيه الغافل طبع أيضاً وله مؤلفات مخطوطة .

ترجم له العلامة البحاثة الشيخ آغا بُزُرْكْ في موسوعته طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر في القرن الرابع عشر) فقال:" هو السيد حمد بن السيد فاضل بن السيد حمد بن السيد محمد حسن بن عيسى بن كامل بن منصور بن كمال الدين الحسيني الحلي، عالم فاضل ورع صالح"، توفي سنة 1383 هـ / 1963م .

 السيد موسى السيد حمد كمال الدين : هو أبو الهادي موسى السيد حمد بن السيد محمد حسن آل كمال الدين، ولد ونشأ في قرية السادة وتربى تربية دينية ودرس الفقه والأصول والعلوم الشرعية الأخرى فأصبح يُعَدُ من العلماء الأعلام وقد تتلمذ هو وأخوه السيد هاشم للسيد مهدي القزويني فلم يبلغا درجة أخوتهم المجتهدين والمقلدين وقد عاجلته المنية سنة 1334هـ أثر مرض عضال، وقال الباحث السيد هادي كمال الدين في كتابه فقهاء الفيحاء،" ولم نقف على آثاره ومؤلفاته، وله ولدان فاضلان السيد محمد والسيد هادي أما الأول فلم يوفق الى الدراسات الدينية واتجه الى سلك التوظيف لدى الحكومة وأما الثاني فهو :

السيد هادي بن السيد موسى السيد حمد كمال الدين

عالم فاضل ورع كان وكيل للعلماء في العزيزية وإمام جماعة فيها وله هناك صوت وصيت أعقب ولدين جليلين هما السيد نوري والسيد فخري، وحين توفي رحمه الله أحزن فقده كل محبيه وأقيمت له مجالس الفاتحة في العزيزية والكوفة والحلة".

السيد حسين السيد أحمد: هو السيد حسين بن السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد علي بن السيد ناصر بن السيد كمال الدين ولد سنة 1845م في قرية السادة، وسكن الحلة وتتلمذ على يد بعض علمائها من ذوي رحمهُ وأنابه المرحوم حجة الاسلام ميرزا تقي الشيرازي صاحب ثورة العشرين عنه وكيلاً بالمسيب سنة 1338هـ، فاستقام في هذه المدينة إمام جماعة موقراً معززاً وقد صاهر على إبنته المرحوم منعم العلوش أحد وجهاء المسيب وقد بلغ عمره الثمانين عاماً وكان موصوفاً بالوقار والورع وتطويل أوراده وأدعيته وأذكاره فاشتهر بين الناس بالزهد والعبادة وقبل مغادرته الحلة كان يقيم صلاة الجماعة في محلة الجامعين في مسجد بيت علوش، وله آثارٌ خطية لدى ولديه السيد محمد والسيد مهدي، توفي رحمه الله في المسيب سنة 1449هـ، الموافق لسنة 1930م

السيد هادي كمال الدين: هوالمرحوم العلامة حجة الاسلام السيد هادي نجل العلامة حجة الاسلام السيد حمد السيد فاضل آل كمال الدين وبحسب ماذكر في كتاب فقهاء الحلة،" ولد سنة 1905م، من العلماء العاملين والأدباء المميزين والشعراء الموهوبين جمع بين العلوم الدينية واللغوية" .  

وذكر د. عبد الرضا عوض في كتابه أدباء وكتاب بابل المعاصرون " ولد السيد هادي كمال الدين في سنة 1905م في الحلة محلة التعيس، نشأ فيها ودخل كتاتيب الشيخ رزوقي، ثم درس المقدمات على والده السيد حمد بن كمال الدين، بعدها شد رحاله الى مدينة النجف الأشرف فالتحق بحلقات العلم بالحوزة الدينية، وكان من أساتذته الشيخ أغا بزرك الطهراني والشيخ هادي كاشف الغطاء، والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء" .

والسيد هادي كاتب، باحث في التاريخ الاسلامي وشاعر مجيد، شعره محفوظ لدى ولده، وقد أصدر في حياته مجموعات شعرية متفرقة .

أصدرعدة كتب منها الحرب بين الفضيلة والرذيلة، وفقهاء الفيحاء صدر الجزء الأول سنة 1962م، والجزء الثاني صدر سنة 2008م، والتشطير والتخميس طبع سنة 1959م، ولحساب من هذه الخيانة .

وله أراجيز مطبوعة منها: بغية الأديب(في غريب اللغة)، وجناح النجاح (توضيح غريب اللغة)، وله كتب مخطوطة منها: الأمثال الشعبية في الديارالعراقية، شرح نهج البلاغة، جغرافية القرآن الكريم، ذكرى رزية كربلاء (جزأين)  .

وذكر العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني بكتابه طبقات أعلام الشيعة نقباء البشر في القرن الرابع عشر" هو السيد هادي بن السيد حمد كمال الدين الحلي، فاضل أديب، أسس مدرسة دينية في الحلة، وأصدرمجلة التوحيد في 14 عدداً ". وله تقريظ الذريعة من يوم زيارته لسامراء في سنة 1351هـ ، طبع له فقهاء الفيحاء سنة 1362،

بدأت رحلة السيد هادي كمال الدين الشاقة في مضمار الدرس والتعلم قبيل الحرب العالمية الأولى، وهو ابن خمس سنوات معتماً عمامة خضراء دلالة على نسبه الشريف إلى البيت العلوي, حيث درس مبادئ القرأءة والكتابة, وشيئ من الحساب، الى جانب حفظ القرآن الكريم في إحدى الكتاتيب على يد الشيخ (ارزوقي) وأصبح رجل دين مصلح ملتزم عالم فاضل، إتصف بالإباء والثبات على العقيدة، قوي العزيمة محارب لكل أصحاب السوء، شاعر فحل كبير، له دواوين شعرية قسم مطبوعة والقسم الأخر مخطوطة، أسس مدرسة العلوم الدينية ثم غير أسمها فيما بعد الى مدرسة العلوم الكمالية، أصدرمجلة التوحيد عام 1946م وغلقت لمحاربتها الفساد السائد آنذاك وخاصة في المجال الصحي ثم عاد صدورها عام 1959م وأصدر جريدة الحقيقة عام 1963م، له كتب دينية قسم مطبوع والآخر مخطوط .

لبى نداء ربه عام 1986م ) .


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :