مركز تراث كربلاء
التشكيلات الإدارية العثمانية في مدينة كربلاء المقدسة
التاريخ : 15 / 6 / 2017        عدد المشاهدات : 1417

الأقضية والنواحي التابعة لسنجق كربلاء 1869-1917م

الأقضية

أ- قضاء الهندية: حدثت تغييرات واسعة في طبيعة المنطقة الواقعة بين كربلاء والكوفة والحلة بعد شق قناة (الهندية) عام 1793م التي تأخذ مياهها من الضفة الغربية لنهر الفرات وصولاﹰ إلى النجف , فقد زادت مساحة الأراضي الزراعية واستقرت بعض العشائر فيها وكثرت تجمعاتها لتمارس مهنة الزراعة.

       أصبحت منطقة الهندية قضاءً من الدرجة الأولى في عهد الوالي مدحت باشا وارتبطت بسنجق الحلة ثم تبعت سنجق كربلاء بعد تطبيق نظام التشكيلات الإدارية الجديدة عام 1872م ، وعُين (عبد الرحمن بك) قائمقاماً عليها ورُبطت بها ناحية (الكفل) التي تأسست عام 1850م، وناحية هور الدخن (العباسية) التي تأسست بتاريخ مقارب, وكان يساعد القائممقام في تطبيق الأنظمة والقوانين عددٌ من الموظفين الأتراك العارفين بالأوضاع المحلية للقضاء, كما أُنيطت مهمة فرض القانون وتطبيقه لتحقيق الأمن والاستقرار إلى قوة من (الجندرمة) يتم اللجوء إليها في حال عجزت السلطات المحلية أو العشائرية الموالية للحكومة عن تحقيق ذلك, لكن الموظفين المدنيين والجندرمة كان يغلب عليهم التجهيز السيئ والسكن غير الملائم فضلاﹰ عن الحاجة إلى العمل الجاد المنظم في وسط منطقة عشائرية متأخرة في كل النواحي الحياتية.

       فكّت السلطات العثمانية ارتباط قضاء الهندية بسنجق كربلاء ونقلت ﺇدارته إلى سنجق الحلة عام 1873م لكنها أرجعته إلى كربلاء بعد مدة من الزمن ثم إلى الحلة مرة أخرى عام 1875 م عندما تحولت كربلاء إلى قضاء مُدمج بسنجق الحلة؛ وأخيراﹰ أصدرت الإدارة العثمانية أمرها في عام 1881م  بإرجاع كربلاء إلى سنجق يلحق به قضائي الهندية والنجف.

ب- قضاء النجف: ظلت النجف في الجانب الإداري الرسمي بمستوى (ناحية) حتى مجيء مدحت باشا إلى ولاية بغداد فجعل من النجف وحدة إدارية بمستوى (قضاء) بعد تطبيقه لنظام الولايات الصادر عام 1864م  في بغداد وأصبحت النجف مرتبطة في البداية بسنجق الحلة التابع لولاية بغداد, واستمر الوضع على هذا الحال إلى أن ارتبطت في نهاية سبعينات القرن التاسع عشـر بسنجق كربلاء، واستمر هذا الارتباط حتى نهاية الحكم العثماني, على الرغم من أن قضاء النجف تم ﺇلحاقه بسنجق الحلة مع كربلاء عام 1875م  ثم عاد الوضع الاداري له على ما كان عليه في السابق, وكانت أهم نواحي القضاء هي ناحية الكوفة التي تم تأسيس مقر للحكومة فيها عام 1879م  كونها نقطة تجارية مهمة للدولة ومنطقة لتنّزه الزوّار الايرانيين والبدو الرحَّل مما يستلزم أن تكون فيها الادارة الحكومية قوية، وقد كلَّف بناء المقر الحكومي (10570 قرشاً) تم استيفاؤه من ميزانية سنجق كربلاء, لكن الادارة الحكومية في قضاء النجف كانت أكثر توسعاﹰ وتنوعاﹰ, إذ وُجد إلى جانب القائممقام مجلس لإدارة القضاء، ودائرة للبلدية، ومحكمة للبداءة، ومدير للمالية، ومدير للتحريرات، وأمين للصندوق، فضلاﹰ عن مأمورين للنفوس والأعشار والديون العمومية العثمانية، ثم أُضيف لها عام 1891 مأمور للريجي (ﺇحتكار التبغ) وكاتب للطابو، ودائرة للبريد والبرق عام 1897, كما أنشأت السلطات العثمانية قوة صغيرة من الجندرمة في القضاء منذ عام 1903 تألَّفت من مفوّض وشرطي، ثم ﺇستحدثت في عام 1907 وظيفة (مأمور الجندرمة) تولاها ضابط برتبة ملازم.

ج- قضاء الرزازة: تم تشكيل هذا القضاء وربطه بسنجق كربلاء عام 1875م , وكان قضاءً عشائرياﹰ صرفاﹰ من الدرجة الثالثة، ومنطقة الرزازة عبارة عن أرض واسعة تقع شمال كربلاء عملت الدولة العثمانية على ﺇيجاد الاستقرار فيها عن طريق توطين القبائل الكبيرة داخلها, فمنحت ﺇدارتها إلى شيخ قبيلة عنزة (فهد بك الهذال) في محاولة منها لإظهار قوة الحكومة في المنطقة والوقوف بوجه التمردات العشائرية الأخرى المعارضة لها , لكن قبيلة عنزة لم تكن على دراية ومعرفة كافية بالأمور الإدارية للقضاء لذا ساد القضاء الطابع العشائري في التعامل أكثر من الجانب الاداري.

النواحي

أ- ناحية المسيب: كانت هذه الناحية عبارة عن بلدة قديمة تتبع سنجق كربلاء منذ عام 1877م وكان معظم مديريها من الأتراك,  وجاءت أهميتها كونها محطة لإستراحة القوافل المارّة عبرها إلى العتبات المقدسة لتوسطها بين بغداد وكربلاء, وبمرور السنوات توسعت المدينة بسبب مرور نهر الفرات فيها وأصبحت شبيهة بالميناء, إذ كان يرد إليها التجّار من مناطق مختلفة وأضحت جوانب النهر فيها مراسي للسفن الشـراعية والأكلاك والشخاتير (وسائط نقل نهرية قديمة) القادمة من مناطق هيت وعنه والفلوجة وكانت محملة بالبضائع التجارية من الحبوب والخضروات والمحاصيل الزراعية الأخرى.

ب) ناحية شفاثية (شفاثا): بلدة قديمة تقع عند نقطة ﺇلتقاء الطرق التجارية في البادية الجنوبية الغربية, وظهرت أولى اشارات لها في القرن السادس الميلادي، كما ورد ذكرها في العديد من كتب البلدان العربية, وأقامت فيها أسرة (آل فائز) الحسينية بعد ﺇنهيار الدولة العباسية وهي من الأسر التي أصبح عدد من أفرادها (نقباء) على مدينة كربلاء في القرون اللاحقة، وكانوا يمتلكون في ناحية شفاثية أراضي زراعية وقرى عديدة, كما توطنت في هذه المنطقة قبائل عربية كثيرة. أصبحت شفاثا في عهد التشكيلات الادارية تابعة لسنجق كربلاء عام 1877 , وقد اُستحدثت الناحية بعد ﺇندثار مدينة (عين التمر) التي تقع غربها في منطقة (أحمد بن هاشم) اإذ كانت شفاثا تابعة اإلى هذه المدينة قبل أربعة قرون.   

بقلم : م. د. علاء عباس نعمة الصافي - مركز تراث كربلاء 


وحدة الإعلام


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :