مركز تراث الحلة
آية الله العظمى الشيخ عبد الحسين الحلي(قُدِّسَ سِرِّه)
التاريخ : 17 / 5 / 2016        عدد المشاهدات : 2984

من أعلام الحلة

شخصيات حِلِّيّة مَنسِيّة

آية الله العظمى الشيخ عبد الحسين الحلي(قُدِّسَ سِرِّه)

   عُرِفتْ الحلةُ منذ أول أيامها بأنها رحمٌ ولودٌ لأهل العلم والفضل، فكانت على مرِّ أكثر من ثلاثة قرون من الزمن كعبةً لطالبي العلم والمعارف الإنسانية، فتخرج فيها من العلماء والأدباء ما لا يُحصَوْن عددا.

آية الله العظمى الشيخ عبد الحسين الحلي(قُدِّسَ سِرِّه)

  آية الله العظمى الشيخ عبد الحسين الحلي بن قاسم بن صالح بن محمد علي بن حسن بن هليل من أسرةٍ تُعرف بالحلة (آل هليل)، ينتهي نسبه الى كعب وقيل الى شمّر، من أعظم علماء الحلة، ولد فيها عام 1300هـ وقيل 1299هـ (1882م)، وبدأ دراسته وعمره ثماني سنين، وقد أتقن القراءة والكتابة ودخل المدرسة الرشدية وأكمل صفوفها الأربعة في ثلاث سنين، وأضاف الى دراسته الصرف والنحو وعلم المنطق على يد أحد فضلاء الحلة. وفي عام 1314هـ (1896م) هاجر الى النجف مدينة العلم والثقافة, وهناك و خلال أربع سنين أتم  دراسة علمي المعاني والبيان وأصول الفقه وبعض شروح التجريد وفنون علم الهيئة، وكثيراً من كتب الفقه المتداولة في التدريس في ذلك الوقت، وكان الشيخ الحلي شديد الذكاء لا يمرُّ عليه شيء إلاّ وحفظه بأغلب ألفاظه، وقد يحفظ الخطبة أو المقطوعة الشعرية إذا سمعها مرتين . وقد عرف عند بعض أصحابه المقربين أنه يحفظ قسطاً من كتاب القاموس المحيط وفهرست كتاب الوسائل في الحديث، ويستحضر الكثير من كتب الأدب بشواهدها الشعرية.

    وقد تتلمذ الشيخ الحلي على يد عدد من شيوخ الفقه المشهورين في النجف مثل المحقق الشيخ ملا محمد كاظم الخراساني، والشيخ محمد ذهب، والسيد محمد بن السيد محمد تقي آل بحر العلوم الطباطبائي، كما أن الشيخ الحلي تتلمذ بعد ذلك على يد العلامة الشيخ فتح الله الشيرازي الأصفهاني النجفي المدعو بـ (شيخ الشريعة) إذ لازمه أكثر من 17 عاماً حصل بعدها على إجازة من الشيخ الشيرازي في الرواية، وكانت الإجازة مبسوطةً جدا، كما درس علم الكلام والحكمة النظرية على يد العلامة السيد أحمد الكربلائي، وفي الرياضيات وعلم الهيئة على الشيخ مهدي من آل قفطان, وما اكتملت سنة 1320هـ (1900م) (وكان عمره عشرين عاما حينها) إلا وهو «ممن يومَأ إليه في إتقان فنون العلم والتفوق على ذوي السنِّ من الفضلاء المشهورين»، وذلك حسبما أشارت إليه السيرة الذاتية المكتوبة للشيخ.

   ثم قدم الشيخ عبد الحسين الحلي الى البحرين في العام 1936 بدعوة من حكومتها ليصبح قاضي التمييز الشرعي الجعفري في محاكمها، وقد حفلت مدة وجوده في البحرين بجهود ومبادرات الحلي سواء في مجال التمييز الشرعي أو في مجال تدريس الفقه، أو المشاركة في أنشطة البحرين الأدبية.

   مؤلفاته :

   له مؤلفات كثيرة، كان من أشهرها كتابه الذي رد فيه على السيد محسن الأمين فيما يخص الشعائر الحسينية، وكذلك كتابه الذي تصدر كتب الشريف الرضي المطبوعة في منتدى النشر، حيث كان من أروع ما كُتب عن حياة الشريف الرضي (قدس سره)، وقد أشار الدكتور زكي مبارك في كتابه «عبقرية الشريف الرضي» الى مقدمة الحلي بوصفها مرجعاً للبحث واعتبر أن منتدى النشر بإصداره هذا الكتاب قد ملأ فراغا في المكتبة العربية وأنه لم يجد حاجة بعد تلك الدراسية القيمة إلى تأليف المزيد. وقد نُقل لي عن بعض الثقات أن الدكاترة زكي مبارك قد تتلمذ على يد الشيخ الحلي عندما كان في العراق، فقرأ عليه الأدب العربي حينما رأى مبارك علو كعب الحلي بالأدب العربي وأن له مقاماً عاليا فيه، وهذا مما دعا الأدباء الى أن يجعلوه حكماً بينهم يتبارى أمامه الشعراء .

من رجالات ثورة العشرين

   اشترك رحمه الله في الثورة العراقية الكبرى عام 1920 وحمل السلاح مع المقاتلين للذود عن الوطن. وخير دليل واعتراف بحق اشتراكه في معارك الوطن.

   لقد خاض في مجال الشعر ايضا واجاد فيه، فمن قصيدته التي اشترك بها في مهرجان الشعر الذي أقامته هيئة الإذاعة البريطانية في البحرين، والتي فازت بالجائزة الأولى، والتي يقول فيها:

كم غمرةٍ خضتُها للذبِّ عنه وما              غامرتُ بالنفسِ في يومٍ من الزمنِ
ونارُ حربٍ له كنتُ اشتملتُ بها               كالماءِ أُفرِغُه برداً علـــــى بدني
 إن عربدَ المدفعُ الرشاشُ قمتُ له            شوقاً وما قمتُ من خوفٍ ومن جبنِ
وإن دوت في فم الرشاش زمجرةٌ             حسبتُها نغمةَ الأوتارِ في أذني
أبيتُ في خندقٍ ضَنْكٍ فأحسبُه                 غمدانَ قام به سيفُ بنُ ذي يزنِ
أصافحُ التربَ فيه وادعاً وأرى               أنيّ على المسكِ ثاوٍ لا على درنِ
وأستلينُ بها الأحجارُ أحسبُها                  مهداً ولولا هوى الأوطانِ لم تكنِ

    كان رحمه الله أديبا شاعراً فحلاً، كتب في أغراض الشعر، إلا أنه لم يُحفظ لنا من شعره إلا القليل، بعضه كُتب بخط لا يكاد يفهمه إلا كاتبه، وبعضه مبعثر بين أوراق متعددة، وبعضه ضاع، حتى قادته الظروف الى غير الخطة التي أراد سلوكها وأراد أن تنتهي إليها حياته وهذا ما أشار إليه بقوله:

قد كنت إن حَلَبَ الأقوامُ محفلةً                تركتها واحتلبتُ الهمَّ وَالسقبا
أسقي الكرومَ لهم حتى إذا ازدهرت           جَنَوْا ولم أجنِ فيها دونهم عنبا
ولم أكن حائراً فيما فعلتُ وما                         أخطأتُ قصدي ولكنّ الزنادَ كبا

للشيخ الحلي مؤلفات ومصنفات كثيرة منها ما هو موجود ومنها ما قد فُقد أو تفرق، وكلها مخطوطة لم تطبع إلا ما ندر، وسبب عدم نشر كتبه هو سفره الى البحرين، وتركها لمن لا يعرف لها مقدار فتلف وتبعثر الشيء الكثير.

1ـ الفلك القديم والحديث.

2ـ النفحات القدسية.

3ـ ينابيع الأحكام في أصول الفقه.

4ـ منظومة في الأدب والأخلاق 1000 بيت.

5ـ مصارع الكرام في وفيات النبي (صلى الله عليه واله) وآل بيته (عليهم السلام).

6ـ الشجرة الملعونة يرد فيها على كتاب زكريا النصولي في كتابه (معاوية بن أبي سفيان).

7ـ دين الفطرة.

8ـ النقد النزيه لرسالة التنزيه.

9ـ الأصنام المعبودة في الإسلام.

10ـ تراجم العلماء.

11ـ تفسير لآيات مشكلة من القران الكريم.

12ـ رسالة في ترجمة أستاذه شيخ الشريعة الأصفهاني.

13ـ شرح العروة الوثقى.

14ـ جعفر بن محمد (لم يكمل بسبب وفاته).

   أما أعماله الأخرى وكتاباته:

 1ـ الكميت بن زيد الأسدي.

2ـ مقالات عن المستشرقين.

3ـ حياة الشريف الرضي.

4ـ تحقيق النسخة المشوّهة من ديوان مهيار الديلمي.

5ـ دراسة عن الشعوبية.

6ـ ديوان أشعار الحلي أو ما تبقى منه اليوم يزيد على 3400 بيت.

7ـ الشاعر البطل أبو فراس الحمداني.

وفاته:

   توفي رحمه الله في البحرين عام 1956، وهو يحمل آهات الفراق، وظل متعلقاً بالبيئة التي ألِفها في النجف وألِفته وافتقدها فجأةً فشعر بمرارةٍ وحرقةٍ لازمته ما يناهز العشرين عاماٍ حتى وفاته، بالرغم مما حفلت به حياته في البحرين من مظاهر الود والحفاوة والاحترام، ودُفن في مقبرة المنامة، بعد حياةٍ حافلةٍ بالعلم والأدب والشعر والكتب والطموح العالي.

- له ديوان شعر كبير، وقد فاز شعره بعدة جوائز إحداها جائزة عالمية على قناة BBC، ومن موضوعات قصائده الحنين للوطن والاخوانيات والرثاء وقليل في شعر السياسة.

- وصفه المستشار البريطاني في البحرين تشارلز بليغريف في مذكراته بقوله: «رجل كبير السن، ذكي، يحب الفكاهة والهزل، ويرتدي دائما عمامة بيضاء حجمها كبير، وعباءة سوداء اللون، وله لحية سوداء مصبوغة ومزينة...».

- ناصر في بدء شبابه الحركة الدستورية في إيران والعراق، وساند الإمام الآخوند الخراساني، ولكنه انضم بعدئذ إلى صفوف المناوئين للأهداف الدستورية واحتجب عن رفاق دربه القدامى.

- له ذريتان من زوجتيه، أنجب من زوجته العراقية ثلاثة أولاد وبنتان لم يبق منهم إلا واحد هو المهندس عبد الأمير، فيما أنجب من زوجته البحرينية التي توفيت أخيرا ولدين أحدهما فائق وهو طبيب بمجمع السلمانية والآخر محمد هادي وهو رجل أعمال حرّة، كما أنجب منها ثلاث بنات تزوج إحداهنّ الوزير السابق ومستشار رئيس الوزراء محمد المطوّع، والأخرى تزوجها رجل الأعمال تقي البحارنة، والثالثة تزوّجها الوزير السابق ماجد الجشيّ


مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :