مركز تراث الحلة
مِن ذاكرةِ الحِلَّةِ .. الشبانة Shabanah
التاريخ : 3 / 2 / 2020        عدد المشاهدات : 1894

الشبانة Shabanah كلمةٌ تُطلق على قوات الشرطة غير النظاميَّة التي أنشأتها القوات البريطانيَّة المُحتلة في العراق وكان بعضها من أفراد العشائر(المرتزقة)، وقد أورد بعضُ الكتَّاب والباحثين تعريفات أُخر لكلمة الشبانة، فقد أشارت (المس بيل) بأنَّ الشبانة كلمة كانت تطلق على الجنود المرتزقة الذين يستخدمون بأجور لأغراض شبه عسكريَّة، وعسكريَّة أحيانًا.

أمَّا الباحث (فوستر) فيذكر أنَّ الشبانة هي لفظة أُطلقت على طائفةٍ من الحرس الخاص الذين كان شيوخ العشائر يستخدمونهم في أعمال الحراسة والحماية، في حين يشير(نديم) إلى أنَّ الشبانة: هي كلمة فارسيَّة تعني حراس الليل وهذا الصنف معروف في العهد العثمانيّ، وهو ما أكد عليه توماس بقوله: " إنَّ هذه التسمية كانت تُطلق على مثل هذه القوات في زمن العثمانيِّين وهم من المُجندين المرتزقة من العرب والأتراك الذين تطوعوا للخدمة في دوائر الحكَّام للقيام بأعمال الحراسة والتجسس والإشراف على السجون ".

القوات البريطانية المحتلة

ومع دخول القوات البريطانيَّة المُحتلة إلى العراق وخلال الحرب العالميَّة الأولى استخدم البريطانيون أفراد العشائر في قوات الشبانة المحلية التي شكلوها بوساطة شيوخهم، وكبديل عن قوات الجندرمة العثمانيَّة.

ومن الملاحظ هنا أنَّ قوة الشبانة قد بدأ تشكيلها كقوة بسيطة في محافظات الوسط والجنوب، فكانت قوة الشبانة في الحِلَّة تقوم بواجبات إداريَّة متعددة وكانت مكوَّنة من صنفين؛ المُجندين المُشاة ويبلغ عددهم (280) مُجندًا يقودهم خمسة من الضباط البريطانيِّين.

أمَّا الصنف الثاني فهم المجندون الخيَّالة وعددهم (477) مُجندًا تحت إمرة خمسة من الضباط البريطانيِّين أيضًا.

كما طلبت الحكومة البريطانيَّة في عام 1918م من أبناء وأقرباء أُسر شيوخ العشائر الانخراط في هذه القوة لدعمها، وفعلًا فقد انخرط بعض من أبناء وأقرباء الشيوخ.

القوات البريطانية المحتلة​

ومن جهتها فقد كرَّمت الحكومة البريطانيَّة كلَّ الشيوخ المتعاونين في هذا المجال والراغبين في تعيين أبنائهم كضباط لقيادة هؤلاء المجندين، وقد وصل العدد الكليّ لقوة الشبانة في الحِلَّة والتي تمَّت الموافقة عليها (490) من المشاة و(340) من الفرسان، وكانت قوة الشبانة في الحِلَّة مُكلَّفة بواجبات الحراسة في الحِلَّة والمُسيب، وطريق مسيب ـــ كربلاء، وطريق كربلاء ـــ النجف، فضلًا عن هذه الطرائق المذكورة في أعلاه، فقد كانت مُكلَّفة أيضًا بحراسة طرق الحِلَّة ـــــ بغداد حتَّى المحمودية، والحِلَّة ــــ الديوانية، وخط الحِلَّة ـــ كفل، وطريق الحِلَّة ـــــ سدة الهنديَّة، وفي المُسيب إلى المحمودية، فضلًا عن ذلك فقد كانت قوات الشبانة تُشارك في تحصيل الضرائب من العشائر المتمردة.

وعلى كلِّ حالٍ فقد كان الهدف الأساسيّ من تشكيل قوة الشبانة هو تعزيز موقع الإدارة البريطانيَّة أوَّلًا ثم مُعاقبة كلّ العناصر المناوئة لها.

بقيت قوة الشبانة التي أصبحت بعد الحرب العالميَّة الأولى تسمى" الميليشيا "خاضعة لسيطرة الإدارة المدنيَّة خلال سنوات الحرب العالميَّة، واستخدمت في تنفيذ الواجبات الإداريَّة، وكان يقودها ضُباط بريطانيون يعملون في دوائر الإدارة المدنيَّة إلى جانب عدد من أبناء الشيوخ.

وانتقلت قوات الشبانة إلى مرحلتها الثانية بين عامَي 1918-1919، فقد ظلَّت إمكانية تدريب الشبانة واستخدامها كقوات ضاربة، بحيث يمكن أن تصبح نواة للجيش مستقبلًا، وهي فكرة دعت إليها بعض الأوساط، حتَّى أصبح من الواضح أنَّ التوفيق بين واجبات الشبانة العسكريَّة والشرطة لم تعد شيئًا مُمكنًا وإنَّما يمكن أن يؤدي ذلك إلى التقليل من كفاءتها.

الضابط البريطاني بويل

وفي الوقت نفسه، شهدت سنوات ما بعد الحرب العالميَّة الأولى تطور مهم في مجال تنظيم واجبات فصائل الميليشيا؛ لتُصبح ظهيرًا (مُدربًا ومُسلحًا) للقوات العسكريَّة البريطانيَّة، وتساهم في تعزيز قوة الشرطة، وأصبح لها مقر عام في بغداد يتولى شؤون إدارتها وتجهيزها بالمعدات ودفع رواتب مُنتسبيها ويشرف على ذلك الضابط البريطاني (بويل (Boyle للفترة 1918-1920 بعد إن كانت تُدار محليًّا من الحكام السياسيِّين.


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :