مركز تراث الحلة
من سيرة العلَّامة ابن فهد الحِلِّيّ
التاريخ : 15 /5/ 2020        عدد المشاهدات : 1497

     كان العلَّامة ابن فهد (قُدّس سرَّه) (756هـ- 841هـ) مُتبحّرًا وقديرًا في البحث والنقاش، وله مناظرات علميَّة مع أتباع المذاهب الأخرى، وخصوصًا في موضوع الإمامة والولاية، وانمازَ نقاشه بالمنطق السديد والرأي الصائب والحجَّة الدامغة في إثبات حجته، وهذا يدلّنا على علو شأنه، ومقامه الرفيع في التبحر في العلوم الفقهيَّة والمنطقيَّة، ورفعة منزلته في ذلك العصر.

    وقد ناقش علماء السّنة وبحضور وطلب من أمير العراق آنذاك وهو الأمير اسبند (اسبان) بن قرا يوسف، وكان سببًا لهدايته إلى مذهب التشيع؛ إذ ألقى الأمير بعد ذلك خطبة الجمعة باسم أمير المؤمنين وأولاده المعصومين المُطهرين (عليهم السلام)، وضرب السكة باسم الأئمة الإثني عشر (عليهم السلام) وقد وقعت تلك المناقشة عام (836هـ)، وينقل السيِّد مُحسن الأمين (قدس سره) في (أعيان الشيعة) عن الشيخ عبد النبي الكاظميّ نزيل جبل عامل في كتابه (تكملة الرجال) قوله: "وقد ناظر في زمان ميرزا اسبند التركمانيّ والي العراق جماعة ممَّن يخالفه في المذهب وأعجزهم فصار ذلك سبباً لتشيع الوالي".

     وفي ذلك العصر كان العلَّامة ابن فهد الحِلِّيّ الفقيه الورع الزاهد الذي حباه الله كرامات متعددة مشهورة، ومن أبرزها قصته مع أحبار اليهود إذ التقوا به وجرى الحديث بخصوص علماء وفقهاء الدين الإسلاميّ، ومن أجل البرهان على أحقية مذهبه الحق ألقى (مساحته) التي كان يحرث بها الأرض فانقلبت ثعبانًا أرعب الناظرين، ثم التقفها بيده فعادت إلى ما كانت عليه.

كما يُروى أنّ باب الروضة الحسينيَّة الشريفة كانت تفتح لدى قدومه للتشرف بزيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

    وكان مِن شدة تأدبه ورعايته لحرمة كربلاء المُقدَّسة أنّه كان يجمع فضلاته في كيس ويأخذها خارج مدينة كربلاء بمسافة طويلة حفاظًا على طهارة تربة دُفن فيها الإمام الحسين (عليه السلام).

   وقد رأى أحد المؤمنين العلَّامة المجلسيّ (قدَّس سرّه) وبجانبه جميع علماء الشيعة ولم يرَ ابن فهد الحِلِّيّ (قدس سره) فسأل عنه، فقالوا: إنَّه ليس في زمرة العلماء بل حُشر في زمرة الأنبياء (عليهم السلام).


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :