مركز تراث الحلة
مرقدُ الحُسين ذي الدمعة في الحِلِّة
التاريخ : 7 / 7 / 2020        عدد المشاهدات : 4205

هو: الحُسين بن زيد بن علي بن الحُسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السلام ـ، ويُلقَّب بـ(ذي الدمعة),أو بـ(ذي العَبرة),؛ لكثرة بكائه.

 ذكره ابن عِنبة في كتابه (عمدة الطالب): " الحُسين ذو الدمعة كان يوم قتل أبوه ابن سبع سنين ".

وقال الرازيُّ: " الحُسين ذو العبرة، ويُقال له: ذو الدمعة، العالم المحدّث، الناسِك، ماتَ وله ستّ وسبعون سنة، وكان رجل بني هاشم لسانًا، وبيانًا، ونفسًا، وجمالًا ".

وذكره العلّاَمةُ المجلسيّ في(بحار الأنوار)بقوله:" ذو الدمعة حُسين ويُلقّب أيضًا بذي العبرة، ويكنّى بأبي عاتقة، وإنَّما لُقِّب بذي الدمعة؛ لبكائه في تهجّده في صلاة الليل، وربَّاه الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ فأرّثَهُ عِلمًا جمًّا، وكان زاهدًا، عابدًا، وتوفيَ سنة خمس وثلاثين ومائة ".

وذكره أبو نصر البخاريّ في(سرّ السلسلة العلويَّة) بقوله: " ويُلقّب الحُسين بن زيد هذا بذي الدمعة، وبذي العبرة؛ لكثرة بكائه، يقول أبو الفرج الأصفهانيّ في مقاتل الطالبيّين بسندِه عن يحيى بن الحسين بن زيد قال: قالت أمّي لأبي: ما أكثر بكائك فقال: وهل ترك السهمان والنار سرورًا يمنعني مِن البكاء - يعنى السهمين اللذين قُتل بهما أبوه زيد، وأخوه يحيى". وقال العمريُّ في(المجدي): " ولد ذو الدمعة بالشام وشهد حرب محمَّد وإبراهيم أولاد عبد الله (المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السلام ـ، وتكفَّل به  الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ بعد قتل أبيه فأصاب منه علمًا كثيرًا ومات وله ستّ وسبعون سنة وله تسع بنات: ميمونة، وأم الحسن، وكلثم، وفاطمة، وسكينة، وعليّة، وخديجة، وزينب، وعاتكة، وثمانية عشر ولدًا يحيى، وعلي الأكبر، وعلي، والحسين، وزيد، وإبراهيم، ومحمَّد وعقبة، ويحيى الأصغر، وأحمد، وإسحاق، والقاسم، والحسن، ومحمَّد الأصغر وعبد الله، وجعفر الأكبر، وعمر، وجعفر ".

فيما قال الرازيُّ: " أمَّا الحسين بن زيد الشهيد، فعقبه الصحيح ثلاثة مِن البنين: يحيى المحدّث، والحسين بكرمان يُكنَّى أبو عبد الله،  وعلي الشبيه، وكان له ثلاثة أخر من البنين: إسحاق، ومحمَّد، والقاسم، وكان لهم عقب إلَّا أنّهم انقرضوا، والدارجون من أولاد الحسين كثير ".

وقال القمّيُّ: " وكان الحُسين ذو الدمعة: سيّدًا زاهدًا عابدًا جليلًا شيخُ أهله, وكريم قومه, وكان مِن رجال بني هاشم لسانًا وبيانًا, وعلمًا وزُهدًا وفضلاًً وإحاطة بالنسب وأيام الناس, زوَّجه الصادق من ابنة محمَّد ابن الأرقط بن عبد الله الباهر, توفيَ سنة أربع وثلاثين بعد المئة ".

وذكره قطب الدين الراونديّ في (الخرائج والجرائح): " والحسين هو ابن زيد بن علي بن الحسين ـ عليه السلام ـ أبو عبد الله يلقّب ذو الدمعة كان أبوعبد الله عليه السلام تبنّاه وربّاه وزوّجه بنت الأرقط ".

وبحسب ما ذكره الفخر الرازيّ أنّه " شهد حرب محمَّد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن المثنى، وتكفَّل به الصادق ـ عليه السلام ـ بعد قتل أبيه وأخيه يحيى الشهيد، وأمّه أمّ ولد، وعميَ في آخر عمره؛ لكثرة بكائه وحزنه حتَّى لقّب بـ"ذي الدمعة ".

 وفاته

ماتَ سنة خمس وثلاثين ومئة، وقيل أربعين ومئة ولعلَّه الصحيح، وله ستّ وسبعون سنة.

وذكر الشيخ عليّ النمازيّ الشاهروديّ في(مُستدرك سفينة البحار): " سنة 135 مات ذو الدمعة الحسين بن زيد الشهيد على قول، وقيل: مات 140 ".

لقد كان التاريخ ومازال ينادي معلنًا بملء فيه ما ابتلى به أولاد علي ـ عليه السلام ـ من محاربة ومطاردة وشدّة ومحنة في العهد الأمويّ أوَّلًا، والعبَّاسيّ ثانيًا، فلقد كان الضغط الأمويّ على هذه الفئة المضطهدة شديدًا جدًّا، وبعده كان ضغط بني الأعمام أشدُّ مِن ذلك وأقسى، فظلم الحكم العباسيّ كان أمرّ وأقسى.

فلا غرابةَ أن نرى أبناء أمير المؤمنين مُشرّدين في البلدان، موزّعين على الأمصار، خشيةً مِن السيف المُصلّت على رؤوسهم أوَّلاًً، ولمقتضيات نشر الموعظة، والمحافظة على رسالة جدّهم المصطفى ـ صلَّى الله عليه وآله ـ، ثانيًّا، وهذا ما دعاهم لهجرتهم إلى الحِلّة وغيرها.

وذكر محمَّد حرز الدين في كتابه(مراقد المعارف): " مرقده بالحلّة المزيديّة مشهور عند القُدامى, ويُظن قوياً أنَّهُ المرقد المُشيّد في الحِلّة اليوم, بالقُرب من مرقد العالم الجليل ابن سعيد الهُذلي, صاحب الجامع المعروف بـ(أبو دمعة – دميعة) هو قبره, وذلك لا يُنافي ولا يُصادم ما شاع واشتهر اليوم عند الحِلِّيّين بأنَّ قبر أبي دميعة هو لحفيده السيّد محمد بن علي بن الحُسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد, ونقول: أنَّهُ يُمكن أن يكون حفيده محمَّد بن علي قد دُفِنَ مع جَدَّهُ الحُسين ذي الدمعة, واشتهر بقبر حفيده في ظرفٍ من الزمن وبقي إلى اليوم محفوظًا ".  

وذكر د. عبد الرضا عوض في كتابه(مزارات ومراقد الحلّة) قائلًا: " يُمكن أن يكون مرقده مع السيِّد محمَّد أبي دميعة (حفيده) بالقُرب من مرقد ابن سعيد الهُذلي, في شارع الإمام علي ـ عليه السلام ـ حاليًا, وهو الآن مُهمل بعد أن كانت تعلو القبر قُبّة بيضاء نُقضت قبل عشرين سنة ولم يُعَد بناؤها ".

 


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :