مركز تراث الحلة
الشيخ يحيى ابن البطريق الحلّيّ
التاريخ : 22 / 2 / 2021        عدد المشاهدات : 640

هو: يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد الأسديّ، أبو الحسين الحلّيّ المعروف بأبن البطريق.

ورد ذكره في (معجم طبقات المتكلّمين): "ابن البطريق  يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد الأسديّ، أبو الحسين الحلّيّ المعروف بابن البطريق، أحد كبار علماء الإماميّة، ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، وأخذ الفقه والكلام عن سديد الدين محمود بن علي الحمصي الرازيّ، وقرأ النحو واللغة، وتعلم النظم والنثر، وجدّ في القراءة والمطالعة، وروى عن علماء الفريقين {الشيعة والسنّة} كـ(رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب، وعماد الدين محمد ابن أبي القاسم علي الطبري ، وأبي بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلانيّ، وأبي البركات علي بن الحسين بن علي الموصلّيّ، وآخرين، وأصبح متكلمًا فقيهًا متضلّعًا في الحديث والرجال، سكن بغداد مدّة، وزار واسط وحلب".

وذكره الشيخ عبد الله الأصفهانيّ في (رياض العلماء): "المتكلّم الفاضل، العالم، المحدّث الجليل المعروف بابن بطريق صاحب كتاب العمدة وغيره من الكتب العديدة في المناقب، وقد رأيت في بعض المواضع في مدحه هكذا: الإمام الأجلّ شمس الدين جمال الإسلام رحلة العالم الفقيه نجم الإسلام تاج الأنام مفتي آل الرسول".

وذكر الطهرانيّ في كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة)، نقلًا عن ابن حجر في (لسان الميزان) وعن ابن النجّار أنّه "قرأ على أخمص الرازي الفقه والكلام على مذهب الإماميّة وقرأ النحو واللّغة، وتعلّم النظم والنثر، وجدّ حتى صارت إليه الفتوى في مذهب الإماميّة، وسكن بغداد مدّة ثم واسط، وكان يتزهّد ويتنسّك".

وقال الميرزا الأسترباديّ في رجاله الكبير: "كان عالماً فاضلاً، محدثاً، محققاً، ثقة، صدوقا"

وقال المحدّث النوريّ: "الشيخ الأجلّ شمس الدين أبو الحسين أو أبو زكريا كما في إجازة العلّامة لبني زهرة".

وذكره السيّد الصدر في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: "المتكلّم الفاضل، المحدّث الجليل… وهو أشهر من أن تشرح أحواله، من كبار شيوخ الشيعة رضي الله عنه". 

كما ذكره السيد هادي السيد حمد كمال الدين في كتابه (فقهاء الفيحاء): "الدين والعقل، الأدب والعلم، الرأي والبصيرة، الأخلاق والتواضع، السخاء والوفاء، هذه وكثير غيرها، ممّا تميّز به الشيخ أبو الحسن يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد البطريق الذي كان الجوهرة الثمينة في تاج القرن السابع، ودرّة فريدة من عقد علماء الحلّة"، إلى نظير هذه الكلمات من الثناء على المؤلف وكتبه في المعاجم والتراجم مثل (أعيان الشيعة)، و(الفوائد الرضوية)، و(هدية العارفين)، و(ريحانة الأدب) وكلّهم متفقون على جلالة قدر الرجل في الفقه والأدب وغيرها من الفنون الإسلاميّة، وفي ما ذكرناه ونقلناه من الكلمات في الآثار العلميّة التي خلّفها أقوى شاهد عليه.

وبحسب ما جاء بكتابه (عمدة عيون صحاح  الأخبار): أنّه سافر لطلب الحديث والفقه وأخذ وروى عن علماء عصره من الشيعة والسنّة، منهم: أبو جعفر عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبريّ الآمليّ(ق6)، ورشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب المازندرانيّ (588هـ)، وسديد الدين محمود بن علي الحمصيّ الرازيّ، وأبو طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن(ق6)، وأبو بكر عبد الله بن منصور الواسطيّ ابن الباقلّانيّ(593هـ)، وأبو جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد المعروف بابن زريق الحدّاد الواسطيّ(596هـ)، وغيرهم، وأخذ وروى عنه جماعة، منهم: ابنه علي بن يحيى، وأبو الفضل يحيى بن حميدة ابن أبي طي الحلبيّ(630هـ)، والسيد شمس الدين فخار بن معد الموسويّ الحائريّ(630هـ)، وحيي الدين أبو حامد محمد بن عبد الله ابن زهرة الحسينيّ(ق7)، وعلي بن محمد بن حامد اليمنيّ الصنعانيّ(ق6 و7) وغيرهم.

وذكر الأصفهانيّ في (رياض العلماء)، "ويروي عنه أيضًا جماعة عديدة، منهم: السيد نجم الإسلام أبو حامد محمد بن عبد الله ابن زهرة الحسينيّ الحلبيّ، والفقيه مجد الدين أبو المكارم أحمد بن الحسين بن علي ابن أبي الغنائم المعمر بن محمد بن أحمد بن عبيد الله الحسينيّ كما يظهر من أسانيد بعض أحاديث كتبه".

ومن مؤلّفاته:

  1. كتاب (عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار)، بجزأين حقّقهما سعيد عرفانيان، وفيه سبعة وعشرين طريقة في ذكر أسانيد الكتاب، تضمنت صفحاته الأولى نماذج من تصاوير مخطوطات الكتاب.
  2. وكتاب (المستدرك في مناقب وصيّ المختار)، وفيه جمع المصنف الآيات القرآنيّة التي نزلت بحق أمير المؤمنين (عليه السلام) ومناقبه، وأحاديث كثيرة في حقه وفي حق الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليهما)، كما ذكر في الكتاب كذلك أحاديث في مناقب خديجة (عليها السلام).
  3.  (خصائص الوحي المبين)، والمصنّف ابن البطريق ألّف هذا الكتاب بعد كتابيه العمدة والمستدرك، والكتاب متكفّل ببيان الآيات النازلة في حق أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضائله من طريق أهل السنّة أوله: الحمد لله الذي نبّه ذوي العقول على حسن معارفه، وهو مرتّب على خمسة وعشرين فصلاً.
  4.  (الرد على أهل النظر في تصفح أدلة القضاء والقدر)، ولعل الكتاب حول إبطال استنتاج نظريّة الجبر من القول بالقضاء والقدر، وذكر العلامة السيد محسن الأمين في كتابه (أعيان الشيعة): "أبو الحسن شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الحلي، عالم، فاضل، محدث ثقة صدوق له الرد على أهل النظر في تصفح أدلة القضاء والقدر وغير ذلك".

وقد ذكر العلَّامة آغا بزرك الطهراني: "أن وفاته كانت في شعبان 600 هـ، وله سبع وسبعون سنة".

 


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :