معهد القرآن الكريم للنساء
أبي وأمي ودور العجزة
التاريخ : 8 / 8 / 2018        عدد المشاهدات : 2422

جعل الله للوالدين مكانة رفيعة فدعى للبر بهما  ومعاملتهم  بالحسنى ووضع الرأفة والرحمة سبيلاً لنيل رضاهم ووضع الفردوس تحت أقدامهم . وجعل برهما أحب الاعمال الى الله تعالى من بعد الصلاة التي هي اعظم دعائم الاسلام . ومع وجود دور العجزة في بلادنا وجب ان تطلق صفارة الانذار لأن  ديننا الاسلامي يمنح الوالدين مكانة مثلى ويحرم وضعهم في هكذا أماكن وعلى الرغم من ذلك نرى اعداد الساكنين في دور العجزة تتزايد. وعند الحديث معهم لا تكاد دموعهم تجف حتى تنهمر مرة أخرى. يتحرقون شوقاً لأولادهم فنرى تلك النظرة التي ملؤها العطف والرحمة والحنان على أولادٍ  أساءوا معاملتهم وكانت مجازاتهم العكس بالعكس . ورغم ان لهم قلوب مفتوحة لأولادهم الا ان الذي يفتح قلبه لهم هو دار العجزة لا أبنائهم .!!!!!

تحت ذلك السقف آباء وأمهات حملوا ما حملوا من الهم والأسى والألم أدوّ رسالتهم وهاهم الان بانتظار ساعة موتهم يعيشون على ذكريات سنواتهم السابقة محرومون من تلك الاجواء العائلية التي لا قيمة لها عند البعض إلا إنها بالنسبة لهم تمثل حياتهم من جديد . يفتقدون للجلوس على طاولة الطعام مع اولادهم واحفادهم . يفتقدون اجواء شهر رمضان المبارك واجواء العيد والمناسبات الدينية منها, يذوبون ألماً فبعد بنائهم عائلة يعيشون وحيدون !!

فعجباً لك يا زمن والأعجب لك يا ايها الابن والبنت فأين اصبحت مروءتهم وكيف هي الان حياتهم . ألا يتذكرون قول النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) (من اصبح مرضياً لوالديه اصبح له بابان مفتوحان في الجنة).

أفيأخذكم طمعكم للجنة؟ او تقودكم رغبتكم اليها .أود اخباركم بأنكم مخطئون فان كانت الجنة تحت اقدام الامهات فها انت الآن تخسر جنتك فإن كنت راغباً في رضا الله والفوز بجنانه عليك ان ترفق بهما وتتذلل لهما كذل الإماء للسادة بل اكثر وان تترحم عليهما وتدعو لهما وان ترحمهما كما رحماك وترفقا بك. وتذكر سهر ليلهما وجوعهما لأجلك وشفقتهما عليك ليزيدك ذلك اشفاقاً لهما وحناناً عليهما فبعد ان كانا لك سوراً وبيتاً ترميهما خارج بيتك الآن ؟! فتنقلهما من جدران بيت الامومة الى جدران دار العجزة. ما كانوا ليفعلو ذلك بك ان كنت صغيراً كبيرا. اذن نطلق صفارة الانذار الان لصحوة الضمير النائم الذي اغفل عظيم فعله وتجاهل امر الله في برهما والاحسان اليهما وعدم التعرض للسبهما ولا عقوقهما فإن ذلك من الكبائر بلا خلاف فاذا كان رضا الله برضاهما فالعقوق بهما يوجب سخط الله عز وجل وعدم التوفيق في الدارين وله من الآثار السلبية الشيء الكثير ومنها ما يظهر عند سكرات الموت من الأذى بسبب عقوق الوالدين وبالأخص الأم لأن لرضاها الأثر البليغ . ولا يخفى عليكم ما ذكره الله تعالى في حق الوالدين فروي ان اول ما كتب الله في اللوح المحفوظ(( اني انا الله لا اله الا انا من رضي عنه والداه فأنا منه راضٍ ومن سخط عليه والداه فأنا عليه ساخط)).

كما ورد في بعض الاخبار القدسية ( بعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لو ان العاق لوالديه يعمل بأعمال الانبياء جميعاً لم اقبلها منه)

وروي عن الامام الصادق (عليه السلام)انه قال:(بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله ,اذ لا عبادة اسرع بلوغاً بصاحبها الى رضا الله تعالى من حرمة الوالدين المسلمين لوجه الله لأن حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى اذا كانا على منهاج الدين والسنة ولا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله الى معصيته ومن اليقين الى الشك ومن الزهد الى الدنيا ولا يدعوانه الى خلاف ذلك)

   كما جاء في كتاب الله الكريم (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما افٍ ولا تنهرهما  وقل لهما قولاً كريماً (23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً(24) )سورة الاسراء.

وقوله تعالى(ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهناً على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير) سورة لقمان آية (14) .

فهنا نود تذكيركم أيها المؤمنين استعيدوا بذاكرتكم تلك اللحظات مع والديكم وانظروا لأنفسكم ألا تفتقدون حنانهم ألا تفتقدون دعائهم فتلك نعمة من الله فكان حَريٌ بنا صونها واسعادهما وتكريمهما وتعويضها عن كل ما عانوا في حياتهما من آلام ومأساة في سبيلنا ولنعلم جميعاً بأننا مهما فعلنا لن ننال جزاهم وفي الختام لا يسعنا الا ان نقول : رب احفظ لنا هذه النعمة ووفقنا لننال رضاهم فرضاك من رضاهم انك سميع الدعاء .

 

 

 

 

 

زينب المشهدي


أعلام معهد القرآن الكريم النسوي


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :