تاريخ كربلاء

حُقَبُ الاستيطانِ في كربَلاء

حُقَبُ الاستيطانِ في كربَلاء

يعودُ تاريخُ الاستيطان في الأرضِ التي تشغلُها محافظةُ كربلاء اليوم إلى مراحلَ مختلفةٍ تعودُ إلى أقدمِ العصور، فالتلولُ الأثريّة المنتشرةُ حول سواحل بحيرة الرزّازة وخصوصاً في أقسامِها الجنوبيّة والشرقيّة قد تعودُ إلى ما قبل حُقبة الحكم السومريّ، إذ نجدُ أنّ في العصورِ الحجريّةِ القديمة يمرُّ مجرى الفرات عِبرَ بحيرة الرزّازة ووادي الطار ثمّ بحر النجف وصولاً إلى بحيرة ساوة ثمّ الخليج العربيّ، وربّما تمثّلُ كهوفُ الطار الماثلة إلى اليوم مواطنَ سكنٍ لإقامةِ رجال الكهوف في الأعصرِ الحجريّةِ القديمة. ومن المواقعِ الأثريّة التي تمثّل تاريخَ الاستيطان في الأزمانِ السومريّةِ والأكديّةِ اللاحقة: تلول الفالج، جنوب شرق قرية ( البو شمل)، وتلول الرهو ( شرق قرية الدراوشة )، وتلول شاهين وهذه التلول تقع جنوب شرق بحيرة الرزّازة. بينما يعودُ تاريخُ الاستيطان في التلال التي ترتبطُ بحوضِ ومجرى نهر (المارسارس ) القديم والذي يبعد مجراه عن بحيرة الرزّازة بين (7-10 كلم) شرقاً إلى العهود البابليّة ومنها تلال كربله التاريخيّة، وتلال الوشحة، وتل ( أبو عجاج) وتل اثناس، وتقع شمال الحر، وتل العقر وهو آخر أثر تبقّى من العهود البابليّة: ( ولم تخلُ العُقَر من السكان، إلّا بعد سقوط الدولة الفارسيّة وقيام الدولة الإسلاميّة، إذْ أهمل المسلمون شأنَها ..). ويبدو أنّ النطاق الأرضي الذي يمتدّ شمال شرقيّ كربلاء كان قليل السكن في العهود البابليّة القديمة خلا بعض القرى والأرياف المتناثرة هنا وهناك وهو ما يشكّل الحوض الذي يمثّل نهر نينوى، وهذا الشريط الأرضي استخدم كمنخفضات طبيعيّة (بطائح)؛ لتصريف مياه نهر الفرات ( سورا ) وذلك عِبرَ قناة نينوى التي تتفرّع منه قرب (الحصاصة ) بين السدّة والمسيّب وتخليص العاصمة البابليّة من الفيضان، ممّا يفسّر سلسلة الأهوار التي تمتدّ من هور حسين شمال شرقي ناحية السدّة وصولاً إلى السيب الأعلى ( هور إمام نوح)، ثمّ منخفض اللايح وخير الدين إلى السيب الأسفل، أو هور إمام منصور وهور السليمانيّة . ويتّضح من النصوص المنبثّة في كتب المؤرّخين العرب أنّ أغلب آثار محافظة كربلاء تقع في الرقعة الجغرافيّة التي تشغلها الحسينيّة الآن، وترتبطُ هذه المستوطناتُ بمجرى نهر العلقميّ ومجرى نهر نينوى إلى الجنوب من نهر العلقميّ، وأهم هذه المستوطنات: - تل تبّة: ويقع شرق مقاطعة الوند، عند انعطاف نهر الوند الحالي في قسمه الشماليّ في القطعة المرقمة (9/8 ، مقاطعة 35 الوند ) . - تل الرميليّة: ويقع جنوب مقاطعة الوند، عند بستان ( محسن الروكان ) في القطعة (8/5 ، مقاطعة 35 الوند ). - مستوطنة العقر: وتقع آثارها – وهي مشهودة اليوم- في مقاطعة الوند، أراضي منشأة حطّين، في ناحية الحسينيّة، شمال شرق كربلاء. - مستوطنة الجازية: والتي تقع بالتحديد شمال غرب مقاطعة الوند، على ضفة نهر العلقميّ الجنوبيّة، في القطعة المرقمة ( 5/1 ، مقاطعة 35 الوند ). - تل أبو رواية: ويقع عند الحدود الشماليّة الشرقيّة لمقاطعة الحصوة ( مقاطعة رقم 60 ) مع جرف الصخر التابعة لمحافظة الأنبار، وهو على بعد 3000 متر غرب الجازية. - بئر الذوية: ويقع في أقصى مقاطعة الحصوة، جهة الغرب عند الحد مع جرف الصخر. - تل أبو گذلة: ويقع إلى الشمال الشرقيّ لمقاطعة الحصوة عند الحد مع الكماليّة. - تل الوشحة وقبور الزگاريط: عند الحد الإداريّ بين مقاطعة الحصوة ومقاطعة الكماليّة ( رقم 11 ) وهذا الموقع الأثريّ يقع على بعد (2500 متر ) عن الجنوب الغربي لتلال ( أبو گذلة ). - تل أبو خشم: في أقصى الجنوب الغربيّ لمقاطعة الحصوة، عند التقاء الحدود الإداريّة لمقاطعات الحصوة شمالًا، والكماليّة ( رقم 11 )، ومكيحيل ( رقم 4 ). - حصوة الإمام عون: جنوب الشارع العام بغداد – كربلاء، وهي عبارة عن هضبة مرتفعة، ذات مساحة واسعة تقدر بمئات الدونمات، تمتدّ على القطعة المرقمة ( 6 ، مقاطعة 33 الگعگاعيّة )، تحتوي على نعوش فخاريّة، تضمّ رفاةً لأقوام بائدة ربّما تعودُ للعصور السومريّة. - خرائب الدويرة : الواقعة في مقاطعة الهوتة وأم غراغر في أراضي الحسينيّة، وتتألّف من تلّين متجاورين لا تزيد المسافة بينهما على أكثر من ( 600 م)، وهما تلّ الدوير الشرقيّ ( قطعة رقم 15 مقاطعة رقم 63 أم غراغر والهوته)، وتلّ الدوير الغربيّ ( قطعة رقم 13 مقاطعة 63 ). - حصوة أم الغزلان أو ( قلعة أم الغزلان ): تقع في القطعة رقم ( 10 ، مقاطعة 33 أبو عصيد) ، شمال الشارع العام كربلاء – الإمام عون بـ 2000 متر. - عرقوب الطوق: ويمثّل هذا العرقوب كتف نهر العلقميّ، ويغيّر اتّجاهه إلى الجنوب حين ينعطف عند مقاطعة بدعة أسود مع الكماليّة. ويقع هذا الكتف أو الطوق في القطعة رقم ( 8 ، مقاطعة 17 أبو عصيد ). - تل العميشيّة: يقع في القطعة رقم ( 81 ، مقاطعة 44 العميشيّة )، شمال الشارع العام كربلاء – إمام عون بمسافة ( 250 متراً ). - الغاضريّة: وتقع غرب أراضي الحسينيّة، وهي جزء منها، وترتبط بمجرى نهر العلقميّ مباشرةً، والغاضريّة ترجعُ إلى العهود الحيريّة (نسبة إلى الحيرة)، وهي لبني غاضرة من بني أسد، والغاضريّة تقع على الضفّة اليسرى لمجرى نهر العلقميّ في أراضي الكماليّة بمحاذاة الشارع العام كربلاء - إمام عون. - تل ( أبو گصايب ): يقع هذا التلّ في القطعة رقم (85 ، مقاطعة 58 أم الحمام الغربيّة) في أقصى الحسينيّة عند سدّة الهنديّة، المجاورة لها تقريبًا. لقد كان لوجود نهرَي نينوى ونهر العلقميّ وخصوبة الأرض الأثر الكبير في الوجود السكّانيّ الكثيف في كربلاء، فهذه القرى والتلال الأثريّة التي تعود إلى أزمنة مختلفة لهي دليل على أنَّ هذه الأرض قد سُكِنَت منذ آلاف السنين، ولم يهجرها ساكنوها بأيّ حال، بل تعاقبوا على إعمارها وبناء المستوطنات الكبيرة فيها، حتّى قدوم الإمام الحسين علي

صور من الموضوع ...

نأسف ، لاتتوفر اي صور عن هذا الموضوع حاليا.

يمكنم الاتصال بنا عبر الهواتف ادناه :
00964-7711173108
00964-7602365037
او مراسلتنا عبر البريد الألكتروني :
info@mk.iq
media@mk.iq

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.


جاري التحميل ...

{{Msg.p}} ,
{{Msg.text}} .

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...