مركز تراث البصرة
أحمدُ بنُ إبراهيمَ بن أحمد، العَمِّيُّ، البصريُّ
التاريخ : 26 / 5 / 2019        عدد المشاهدات : 2146

أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى بن أسد، العَمِّيُّ، وفي نسخة رجال النّجاشيّ جُعلَ (المعلّى) جدّ أبيه جدَّه، بدلاً من جدِّه (أحمد)، وهو سهو، أو سقط، لورود اسم جدِّه (أحمد) في الأسانيد، كما سيأتي. يُكنى (أبا بشر). ثقة في الحديث، حسن التّصنيف، واسع الرِّواية، وأكثَر مِن الرِّواية عن العامّة، والأخباريّين. كان مستملي – أي: يكتب – أبي أحمد الجلوديّ[1]، سمع منه كتبه كلَّها ورواها[2]. عاش في النّصف الأوّل من القرن الرّابع الهجريّ؛ لأنّه عاصر الجلوديّ الذي كان حيّاً سنة (317#)[3]، ولمْ يلقه التلعكبريّ المتوفي (385#)[4]، وهو من الطّبقة[5].

والعَمّيّ نسبة إلى (العَمِّ) وهو مرّة بن ماله بن حنظلة بن مالك بن زيد ابن مناة. وهو ممّن دخل في تنوخ بالحلف. وتنوخ اسم لعدّة قبائل اجتمعوا قديماً في البحرين، وتحالفوا على التّناصر، فأقاموا هناك، فسمعوا تنوخاً، والتّنوخ الإقامة، ثمّ انقطعوا عن بني تميم بفارس، وسكنوا الأهواز، حتّى قال الشّاعر:

وَنَهْرُ تيري فَمَا تعرفْكُمُ العربْ

 سِيرُوا     بَنِي العَمِّ فالأهوازُ منزلُكُم

 

 

ولكنّ أحمد وأبوه وعمّه سكنوا البصرة، والظّاهر أنّ ذلك كان بعد مشاركة جدِّه مع صاحب الزِّنج، فإنّ جدّه المعلّى بن أسد كان من أصحاب صاحب الزِّنج، والمختصِّين به، وروى أحمد عن جدِّه المعلّى، وعن عمِّه (أسد بن المعلّى بن أسد)، أخبار صاحب الزِّنج[6].

ولـ(أحمد بن إبراهيم) تصانيف عديدة ذكروا منها: (كتاب التّاريخ الكبير)، (كتاب التّاريخ الصّغير)، (كتاب مناقب أمير المؤمنين)، (كتاب أخبار صاحب الزِّنج)، و(كتاب الفرق)، حسنٌ غريبٌ، (كتاب أخبار السَّيِّد)، (كتاب عجائب العالم)، (كتاب مثالب القبائل)، حسنٌ لم يُجمع مثله[7]، و(كتاب الأبواب الدَّامغة)[8].

رواياتُهُ:

١/ ما رواه الشّيخ الطوسيّ في أماليه، «في مجلس يوم الجمعة الثّالث والعشرين من رجب، من السَّنة المذكورة، أحاديث الحسين بن إبراهيم القزوينيّ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، حدَّثنا الشّيخ أبو جعفر، محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسيّE، قال: أخبرنا أبوعبد الله الحسين ابن إبراهيم القزوينيّ، قال: أخبرنا أبوعبد الله، محمّد بن وهبان الهنائيّ البصريّ، قال: حدَّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد، قال: أخبرنا أبو محمّد، الحسن بن عليّ بن عبد الكريم الزّعفرانيّ، قال: حدَّثني أحمد بن خالد البرقيّ، أبو جعفر، قال: حدَّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام ابن سالم، قال: سمعتُ أبا عبد اللهj، يقول: بينا حمزة بن عبد المطّلب وأصحابٍ له على شرابٍ لهم يُقال له: السُّكركة[9]، قال: فتذاكروا السَّديف[10]، قال: فقال لهم حمزة، كيف لنا به؟ قال: فقالوا: هذه ناقة ابن أخيك عليّ، فخرج إليها فنحرها، ثمّ أخذ مِن كبدها وسنامها، فأدخله عليهم، قال: وأقبل عليٌّg، فأبصر ناقته، فدخله من ذلك، فقالوا له: عَمُّكَ حمزة صنع هذا، قال: فذهب إلى النّبيّn، فشكا ذلك إليه، قال: فأقبل معه رسول اللهn، فقيل لحمزة: هذا رسول اللهn قدْ أقبل بالباب، قال: فخرج وهو مغضب، قال: فلمّا رأى رسول اللهn الغضب في وجهه، انصرف، قال: فأنزل الله~ تحريم الخمر، قال: فأمر رسول اللهn بآنيتهم، فكفِئتْ، ونُودي في النّاس بالخروج إلى أُحد، فخرج رسول اللهn، وخرج حمزة، فوقف ناحية من النّبيّn، قال: فلمّا تصافُّوا، حمل حمزة في النّاس حتّى غاب فيهم، ثمّ رجع إلى موقفه، فقال له النّاس: الله الله يا عمَّ رسول الله أنْ تذهب وفي نفس رسول الله عليك شيءٌ، قال ثمّ حمل الثّانية، حتّى غاب في النّاس، ثمّ رجع إلى موقفه، فقالوا له: الله الله يا عمّ رسول الله أنْ تذهب وفي نفس رسول الله عليك شيءٌ، قال: فأقبل رسول اللهn، فلمّا رآه مقبلاً نحوه، أقبل إليه رسول اللهn وعانقه، وقبَّل رسول اللهn ما بين عينيه، ثمَّ حمل على النّاس، فاستُشهد حمزة، فكفَّنه رسول اللهn في نَمِرة[11]، ثمّ قال أبو عبد اللهj: نحوٌ من ستر بابي هذا، فكان إذا غطّى بها وجهه انكشفتْ رجلاه، وإذا غطّى رجليه، انكشف وجهه، قال: فغطّى بها وجهه، وجعل على رجله إذْخِر[12]. قال: وانهزم النّاس، وبقي عليٌّj، فقال له رسول اللهn: ما صنعتَ يا عليُّ، فقال: يا رسول الله، لزمتُ الأرض، فقال له رسول اللهn: ذلك الظنُّ بك، قال: فقال رسول اللهn: أَنشُدك يا الله ما وعدتني، فإنّك إنْ شئتَ لم تُعبد».

2/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: لوددتُ أنّي وأصحابي في فلاةٍ من الأرض حتّى نموت، أو يأتي الله بالفرج».

3/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: إنّ سليمانj لما سُلِبَ ملكه، خرج على وجهه، فضاف رجلاً عظيماً، فأضافه، وأحسن إليه، قال: ونزل سليمانj منه منزلاً عظيماً لما رأى من صلاته وفضله، قال: فزوَّجه بنته، قال: فقالتْ له بنت الرّجل حين رأتْ منه ما رأتْ: بأبي أنت وأُمّي، ما أطيبَ ريحك، وأكمل خصالك، لا أعلم فيك خصلة أكرهها إلّا إنّك في مؤونة أبي، قال: فخرج حتّى أتى السّاحل، فأعان صيَّاداً على ساحل البحر، فأعطاه السّمكة التي وجد في بطنها خاتمه».

4/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: لمّا مات جعفر بن أبي طالبٍj، أمر رسول اللهn فاطمةj أنْ تتّخذ طعاماً لأسماء بنت عُمَيس، ويأتيها نساؤها ثلاثة أيّام، فجرتْ بذلك السُّنّة من أنْ يُصنع لأهل الميت ثلاثة أيّام».

5/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: إنّ الله لما خلق آدم، ونفخ فيه مِن روحه، وثَبَ ليقوم قبل أنْ يتمّ فيه الرُّوح، فسقط، فقال الله ~: ﴿خُلِقَ الإنْسَانُ عَجُوْلاً﴾».

6/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «أبي عبد اللهj، قال: كان لنمرود مجلس يُشرف منه على النّار، فلمّا كان بعد ثلاثة، أشرف على النّار هو وآزر، وإذا إبراهيمj مع شيخٍ يحدِّثه في روضةٍ خضراء، قال: فالتفتَ نمرود إلى آزر، فقال: يا آزر، ما أكرم ابنك على ربِّه، قال: ثمّ قال نمرود لإبراهيم: أُخرج عنِّي ولا تساكِنِّي».

7 / ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: إنّ أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين)، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الأمثل، فالأمثل».

8/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: ليس للنِّساء من سروات الطّريق، يعني: وسط الطريق، لكن يمشينَ في جنبيه».

9/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: لما قُبِض رسول اللهn، سمعوا صوتاً في جانب البيت، ولم يروا شخصاً، يقول: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾، ثمّ قال: في الله خلف من كلِّ هالكٍ، وعزاء من كلِّ مصيبة، ودرَك لما فات، قال: فبالله، فتقوَّوا، وإيّاه، فارجوا، فإنّ المحروم مَن يُحرم الثّواب، واستروا عورة نبيّكم، فلمّا وضعه عليٌّj على سريره، نودي: يا عليُّ، لا تخلع القميص. قال: فَغَسَّله في قميصه. ثمّ قال: قال رسول اللهn: يا عليُّ، إذا أنا متُّ، فغسِّلني، فإنّه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأتْ عيناه، قال: فقال له عليٌّj: يا رسول الله، إنّك رجل ثقيل، ولا بدَّ لي ممّن يُعينني، قال: فقال له: إنّ جبرئيل معك يُعينك، وليناولك الفضل بن العبّاس الماء، ومُرْه فليعصب عينه، فإنّه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأتْ عيناه».

10/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «زرارة، عن أبي جعفرj، قال: قلتُ له: ﴿فِطرتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾، قال: التّوحيد».

11/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، في قول الله ~: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾، قال: نجدُ الخير والشَّرِّ».

12 / ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: قال أمير المؤمنينj: أمّا أنا، فلو كنتُ ما شهدتُ أوّل الشّهود، يعني: في الزِّناء».

13/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: كان أمير المؤمنينj يحطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمةh تطحنُ وتعجنُ وتخبزُ».

14/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: حمل الحسينj ستّة أشهر، وأُرضع سنتين، وهو قول الله~: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً﴾».

15/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، قال: قال أبو عبد اللهj وذكر السّفيانيّ، فقال: أمّا الرِّجالُ، فتُواري وجوهها عنه، وأمّا النّساء، فليس عليهنَّ بأس».

16/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj في قوله تعالى: ﴿إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقَاكُم﴾، قال: أعملُكُم بالتَّقيَّة».

17/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: لو أنّكم إذا بلغكم عن الرّجل شيءٌ مشيتم إليه، فقلتُم: يا هذا، إمّا أنْ تعتزلنا وتجتنبنا، أو تكفَّ عنّا. فإنْ فعل، وإلّا فاجتنبوه».

18/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال في قول الله تعالى: ﴿وَقَالتِ اليَهُوْدُ يَدُ اللهِ مَغْلُوْلَةٌ﴾، فقال: كانوا يقولون: قدْ فرغ من الأمر».

19/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: لمّا خرج طالب الحقِّ، قيل لأبي عبد اللهj: نرجو أنْ يكون هذا اليمانيّ، فقال: لا، اليمانيُّ يوالي عليّاًj، وهذا يبرأ».

20/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: اليمانيُّ والسُّفيانيُّ كفرسَي رهان».

21/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: أتى قوم أمير المؤمنينj، فقالوا: السّلام عليك يا ربَّنا! فاستتابهم، فلم يتوبوا، فحفر لهم حفيرة، فأوقدَ فيها ناراً، وحفر حفيرة أُخرى إلى جانبها، وأفضى ما بينهما، فلمّا لم يتوبوا، ألقاهم في الحفيرة، وأوقد في الحفيرة الأخرى حتّى ماتوا».

22/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: رأسُ كلِّ خطيئة حبُّ الدُّنيا».

23/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: لا يزال الدُّعاء محجوباً عن السّماء حتّى يُصلَّى على محمَّدٍ وآل محمَّدٍb».

24/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: قال أيّوب النّبيّj حين دعا ربَّه: يا ربِّ، كيف ابتليتني بهذا البلاء الذي لم تبتلِ به أحداً؟ فوعزَّتك، إنّك لَتعلم أنّه ما عرض لي أمران قطّ كلاهما لك طاعة، إلّا عملتُ بأشدِّهما على بدني، قال: فنُودي، ومَن فعل ذلك بكَ يا أيُّوب، قال: فأخذ التُّراب ووضعه على رأسه، ثمّ قال: أنتَ يا ربِّ».

25/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «عبد الله بن أبي يعفور، قال: سمعتُ أبا عبد اللهj، يقول: إنّا لنحبّ الدُّنيا، وألّا نعطاها خير لنا، وما أُعطي أحدٌ منها شيئاً إلّا نقص حظُّه في الآخرة.

قال: فقال له رجل: إنّا والله لنطلب الدُّنيا، فقال أبوعبد اللهj: تصنع بها ماذا؟ قال: أعودُ بها على نفسي وعلى عيالي، وأتصدَّقُ منها، وأحجُّ منها، قال: فقال أبوعبد اللهj: ليس هذا طلب الدُّنيا، هذا طلب الآخرة».

26/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: قال رسول اللهn: النِّساء عيٌّ وعوراتٌ، فاستروا العورات بالبيوت، واستروا العيَّ بالسُّكوت».

27/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي أُسامة، عن أبي عبد اللهj، قال: قلتُ: بلغنا أنّ رسول اللهn لم يشبع من خبز برٍّ ثلاثة أيّامٍ قطّ، قال: فقال أبوعبد الله: ما أكله قطُّ، قلتُ: فأيّ شيء كان يأكل؟ قال: كان طعام رسول اللهn الشَّعير إذا وجده، وحلواه التَّمر، ووقوده السَّعَف».

28/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: يُحشر النّاس يوم القيامة متلازمين، فينادي منادٍ: أيُّها النّاس، إنّ الله قدْ عفا، فاعفوا، قال: فيعفوا قوم، ويبقى قوم متلازمين، قال: فتُرفع لهم قصور بيض، فيقال: هذا لمن عفا، فيتعافى النّاس».

29/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: قال بعض أصحابنا، أصلحك الله، كان رسول اللهn يقول: قال جبرئيلj، وهذا جبرئيل يأمرني، ثمّ يكون في حالٍ أُخرى يُغمى عليه؟ فقال أبوعبد اللهj: إنّه إذا كان الوحي من الله إليه ليس بينهما جبرئيلj، أصابه ذلك؛ لثقل الوحي من الله، وإذا كان بينهما جبرئيلj لم يُصبه ذلك، فيقول: قال لي جبرئيل، وهذا جبرئيل يأمرني».

30/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد اللهj، قال: إنّ أعظم النّاس يوم القيامة (حسرة) مَن وصف عدلاً ثمّ خالفه إلى غيره».

31/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدِّم، عن «هشام، عن الثّماليّ، قال: سمعتُ عليّ بن الحسينj، وهو يقول: عجباً للمتكبِّر الفجور الذي كان بالأمس نطفة، وهو غداً جيفة، والعجب كلّ العجب لمن شكَّ في الله وهو يرى الخلق، والعجب كلّ العجب لمن أنكر الموت وهو يموت في كلِّ يومٍ وليلةٍ، والعجب كلّ العجب لمن أنكر النَّشأة الأخرى وهو يرى النّشأة الأولى، والعجب كلّ العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء».

32/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن محمّد ابن مسلم، قال: قال أبو جعفرj: يا محمّد، لو يعلم السّائل ما في المسألة ما سأل أحدٌ أحداً، ولو يعلم المعطي ما في العطيّة ما ردَّ أحدٌ أحداً، قال ثمّ قال لي: يا محمّد، إنّه مَن سأل وهو يظهر غنىً[13] لقيَ الله مخموشاً وجهه».

33/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، قال: إنّ قوماً أتوا رسول اللهn، فقالوا: يا رسول الله، اضمن لنا على ربِّك الجنّة، قال: فقال: على أنْ تُعينوني بطول السّجود، قالوا: نعم، يا رسول الله، فضمن لهم الجنّة، قال: فبلغ ذلك قوماً من الأنصار، فأتوه، فقالوا: يا رسول الله، اضمن لنا الجنّة، قال: على أنْ لا تسألوا أحداً شيئاً، قالو: نعم، قال: فضمن لهم الجنّة، فكان الرّجل منهم يسقط سوطه وهوعلى دابَّته، فينزل حتّى يتناوله، كراهية أنْ يسأل أحداً شيئاً، وأنه كان الرّجل لَينقطع شسعه، فيكره أنْ يطلب مِن أحدٍ شسعاً».

34/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، قال: سألتُ أبا عبد اللهj عن قول الله تعالى: ﴿فَسْئلُوا أهلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُم لَا تَعْلَمُونَ﴾ مَن هم؟ قال: نحنُ، قلتُ: علينا أنْ نسألكم؟ قال: نعم، قال: قلتُ: فعليكم أنْ تُجيبونا؟ قال: ذاك إلينا».

35/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبد اللهj، فقال: إنّ العبد إذا عجّل، فقام لحاجته، يقول الله–تبارك وتعالى – أمَا يعلم عبدي أنّي أنا أقضي الحوائج».

36/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبان ابن تغلب، عن أبي عبد اللهj: أيُّما مؤمنٍ سأل أخاه المؤمن حاجة، وهو يقدر على قضائها، فردَّها عنه، سلَّط الله عليه شُجاعاً في قبره ينهش من أصابعه».

37/ ما روي في أمالي الشّيخ، بالإسناد المتقدّم، عن «هشام، عن أبي عبيدة الحذَّاء، عن أبي عبد اللهj، قال: قال لي: ألَا أُخبرك بأشدِّ ما فرض الله على خلقه، قال: قلتُ: نعم، قال: إنّ من أشدّ ما فرض الله على خلقه إنصافك النّاس من نفسك، ومواساتك أخاك المسلم في مالك، وذكر الله كثيراً، أمَا إنّي لا أعني: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، وإنْ كان منه، لكنْ ذكر الله عندما أحلَّ وحرَّم، فإنْ كان طاعة عمل بها، وإنْ كان معصية تركها»[14].

وروى عنه الطوسيّw في (أماليه) في موضعٍ آخر، قائلاً: «أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو الحسن، عليّ بن الحسن البصريّ، قال: حدَّثنا أبو بشر، أحمد بن إبراهيم العَمِّيّ، قال: حدَّثنا أبو الطيّب، محمّد بن عليّ الأحمر النّاقد، قال: حدَّثني نصر بن عليّ، قال: حدَّثنا عبد الوهّاب بن عبد الحميد، قال: حدَّثنا حميد، عن أنس بن مالك، قال: سمعتُ رسول اللهn، يقول: كنتُ أنا وعليٌّ عن يمين العرش نسبِّح الله قبل أنْ يُخلق آدم بألفي عام، فلمّا خُلق آدم، جعلنا في صلبه، ثمّ نقلنا مِن صُلْبٍ إلى صُلْبٍ في أصلاب الطّاهرين، وأرحام المطهَّرات، حتّى انتهينا إلى صُلْب عبد المطّلب، فقسمنا قسمين، فجعل في عبد الله نصفاً، وفي أبي طالب نصفاً، وجعل النّبوّة والرِّسالة فيَّ، وجعل الوصيّة والقضيّة في عليٍّ، ثمّ اختار لنا اسمين اشتقَّهما من أسمائه، فالله المحمود، وأنا محمَّد، والله العليُّ وهذا عليٌّ، فأنا للنّبوّة والرِّسالة، وعليٌّ للوصيّة والقضيّة»[15].

٣٨/ ما روي في (إعلام الورى)، عن كتاب (الرّدّ على الزّيديّة)، لجعفر بن محمّد الدّوريستيّ، «قال: وأخبرني أبو عبد الله، محمّد بن وهبان، قال: حدَّثنا أبو بشر، أحمد بن إبراهيم بن أحمد العَمِّيّ، قال: أخبرنا محمّد ابن زكريّا بن دينار الغلابيّ، حدَّثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن عليّ ابن عبد الله بن العبّاس، قال: حدَّثني أبي، قال: كنتُ يوماً عند الرّشيد، فذكر المهديّ، وما ذُكر مِن عدله، فأطنب في ذلك، فقال الرّشيد: إنّي أحسبكم تحسبونه أبي، المهديّ»[16].

٣٩/ ما روي في (إعلام الورى)، عن كتاب (الرّدّ على الزّيديّة)، لجعفر بن محمّد الدّوريستيّ، قال: «وحدَّثني عن أبيه، عن جدِّه، عن ابن عبّاس، عن أبيه العبّاس بن عبد المطّلب: أنّ النّبيَّt، قال له: يا عمّ، يملك مِن ولدي اثنا عشر خليفة، ثمّ تكون أمور كريهة، وشدّة عظيمة، ثمّ يخرج المهديّ من ولدي، يُصلح الله أمره في ليلة، فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئتْ جوراً، ويمكث في الأرض ما شاء الله، ثمَّ يخرج الدَّجَّال»[17].

٤٠/ ما روي في كتاب (الأَمان) لابن طاوس، قال: «فصل: ورأيتُ في عتيقٍ تسميته: (كتاب الأبواب الدّامغة)، تأليف أبي بشر، أحمد بن إبراهيم بن أحمد العَمّيّ ما هذا لفظه: (قالتْ فاطمة بنت أسد: فلمّا أملق[18] أبو طالب، جاءه رسول اللهn والعبّاس، فأخذ من عياله اثنين بالقرعة، فطار سهم رسول اللهn لعليٍّ، فصار معه، وله، وأنشأه وربّاه، فأخذ عليٌّj بخُلُق رسول اللهn وهدْيه وسيرته، وكان أوّل مَن آمنَ به وصدَّقه)» [19].

 

 

[1] وهو عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ، شيخ البصرة وأخباريّها، إماميّ المذهب، ثقة، صنَّف كتباً في السِّير والأخبار والفقه تزيد على مائتي كتاب، ينظر: رجال النّجاشيّ: 240/640، والفهرست: 340/536، ورجال الشّيخ: 435/6224.

 

[2] رجال النّجاشيّ: 96/239، والفهرست: 71/90، ورجال الشّيخ: 411/5963، ولسان الميزان: 1/134/417

 

[3] أمالي الصّدوق: 630/ح 1، وشواهد التّنزيل: 1/66/ح 75

 

[4] رجال الشّيخ: 411/5963 و449/6386، وهارون بن موسى التّلعكبريّ.

 

[5] يُنظر: ترتيب طبقات رجال النّجاشيّ، وفهرست الشّيخ، ورجال، السّيّد البروجرديّ w(مخطوط): 6.

 

[6] يُنظر: رجال النّجاشيّ: 96 /439، والفهرست: 71/90، والأنساب، للسّمعانيّ: 4/242، واللُّباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير: 1/225 و2/359 ، وتاريخ الطبريّ: 1/437.

 

[7] رجال النّجاشيّ: 96/ 239، والفهرست: 71/90

 

[8] الأمان: ص 96.

 

[9] السُّكركة: شراب الذُّرة. العين: 5 /425 (سكرك).

 

[10]  السَّديف: شحم السَّنام. العين: 7 / 230 (سدف).

 

[11] النَّمِرَةُ: بُردة من الصّوف تلبسها الأعراب. الصّحاح: 2/838، ( نمر).

 

[12] الأُذخِرُ: حشيشة طيِّبة الرّيح أطول من الثّيل. العين: 4/243، (ذخر).

 

[13] لعلَّها: (يُضمر غنىً).

 

[14] أمالي الشّيخ الطوسيّ: 657 – 665/ح 1- 37.

 

[15] أمالي الطوسيّ: 183/ح 9.

 

[16] إعلام الورى بأعلام الهدى: ٣٨٥.

 

[17] إعلام الورى بأعلام الهدى: 386، والقصص، للرّاونديّ: 369/ح 441.

 

[18] يُقال: أملق الرّجل، فهومُمْلِقٌ، إذا افتقر. العين: 10/348.

 

[19] الأمان: 96.

 


اعلام مركز تراث البصرة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :