مركز تراث كربلاء
علمٌ من أعلام كربلاء.. السيّد محمد مهدي الشهرستاني( 1130هـ – 1216هـ )
التاريخ : 29 / 1 / 2020        عدد المشاهدات : 1888

 آل الشهرستاني إحدى الأسر العلمية العريقة التي حظيت بشهرة واسعة تخطت مدينة كربلاء وحدود العراق، إذ برز فيها علماء ورؤساء احتلّوا مكانةً مرموقةً في الوسط الاجتماعي والديني والعلمي، وقد تحلوا بثقافة عالية ولهم سمعة واسعة عربياً وعالمياً، واشتهرت هذه الأسرة بالعلم والتقوى والصلاح ، والشهرستانيون سادة موسويون ، ينتهي نسبهم إلى السيد إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم-عليه السلام- ولعلَّ من أبرز من حمل نسبهم الشريف هو السيد الميرزا محمد مهدي الموسوي الشهرستاني، الذي كان من مشاهير العلماء والفقهاء ومراجع التقليد في زمانه، وكان أحد المهادي الأربعة.

 هو السيد محمد مهدي ابن الميرزا أبو القاسم الشهرستاني الموسوي، ولد في عام 1130هـ في مدينة أصفهان في إيران. انتقل في عنفوان شبابه إلى مدينة كربلاء لتلقي العلم فيها، وذلك في أواسط القرن الثاني عشر بعد استيلاء الأفاغنة على أصفهان وانقراض الدولة الصفوية، وكان معه أهله وإخوانه وأقاربه، واستوطن هذه المدينة.

   تلقى علومه الدينية في كربلاء على يد فحول علماء ذلك العصر، وعلى رأسهم الوحيد البهبهاني، الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي، الشيخ يوسف البحراني. وروى عنهم واستجازهم فأجازوه.

     يعد السيد الشهرستاني من كبار شيوخ إجازة الحديث، وكان مشتهراً في درس التفسير والحديث والفقه واللغة ، وقد تخرج عليه الكثير من العلماء، وصدرت منه الإجازات لكثير من الأعلام، منهم: الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، السيد عبد الله شبّر، السيد صدر الدين العاملي، السيد عبد المطلب بن أبي طالب بن نور الدين الجزائري، صاحب كتاب (تحفة العالم)، الشيخ أسد الله التستري الكاظمي، وغيرهم.

للشهرستاني تصانيـف عديدة مـنها: المصابيح في الفقه، الفذالك في شرح المدارك،  بعض الحواشي والرسائل مثل حاشية على المفاتيح، وتفسير بعض سور القرآن الكريم، وكلها مخطوطة. كما أسس مكتبةً في داره الكائنة بمحلة آل عيسى(السلالمة)، وكانت في وقتها عامرة بالمصادر المهمة والمخطوطات القيمة ومنها مؤلفاته، وقد نهبت محتوياتها أثر غارة الوهابيين على مدينة كربلاء ليلة الثامن عشر من ذي الحجة عام 1216 هـ ،ولم يبقَ منها اليوم سوى بعض المخطوطات التي احتفظ بها حفيده البحّاثة السيد صالح الشهرستاني نزيل طهران. كما شيّد جامعاً  عام 1189هـ ، يقع مقابل باب الشهداء أو باب الصافي في العتبة الحسينية المقدّسة، واشتهر فيما بعد بمسجد الصافي، وقد شمله الهدم على أثر توسيع شارع بين الحرمين.

     قام السيّد الشهرستاني بإصلاحات كثيرة في الحضرة الحسينية والصحن الحسيني مستفيدًا من المال الذي كان يرد عليه من موقوفات جَدِّه الأعلى السيّد فضل الله الشهرستاني، ومن جملة الإصلاحات هذه إلحاقه الجامع الكبير الذي كان يقع خلف الروضة الحسينية من شمالها بالروضة، وبنى جامعاً آخر بدلاً عنه خارج الروضة في الصحن الشريف من جهته الشرقية قُرب مدخل باب الصافي، وبذلك وسَّعَ الروضة المقدّسة، كما كان للسيّد الشهرستاني يَدٌ في مَدِّ الماء من نهر الفرات إلى مدينة النجف الأشرف، وذلك بحفر نهر عريضٍ جدًا وعميق ابتداءً من الشاطئ الواقع جنب جسر المسيب إلى أرض النجف المقدَّسة، وقد تمّ ذلك في مسافة من الأرض تناهز ( 25 ) فرسخاً أي ما يساوي 137 كم تقريبًا، وجرت فيه المياه، وتمَّ إنجازه في عام 1213 للهجرة، وهذا النهر هو المعروف بنهر الهندية اليوم.

   توفي السيد الشهرستاني في الثاني عشر من شهر صفر من عام 1216هـ بمدينة كربلاء المقدّسة، ودُفن بمقبرته التي كان قد أعدَّها لنفسه في حياته في الرواق الجنوبي الشرقي من الحضرة الحسينية المطهّرة بجوار قبور الشهداء.

وأرَّخ وفاته الشيخ محمد السماوي في كتابه( مجالي اللطف بأرض الطف) بقوله:

والسيدُّ المهديُّ ذو الإيمانِ                   والمُنتمي لأرضِ شهرستانِ

قد غابَ بدرُ وجهِهِ فما غرَبْ                وأظلموا فأرخوا وجهٌ غرَبْ

 

 


وحدة الإعلام


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :