مركز تراث الحلة
عمران بن علي ( عليهما السلام )
التاريخ : 19 / 3 / 2021        عدد المشاهدات : 14286

   من الأسماء التي سجّلت مواقف بطولية بأحرف من نور في تاريخ الشهادة والصمود، دفاعاً عن الإسلام والمسلمين، نجل وصي رسول رب العالمين، وشقيق سيدي شباب أهل الجنان، والبذرة الطاهرة من شجرة الرحمن،  عمران بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام).

   وهو السيد عمران بن علي بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، وقيل عمر كما ورد في (أعلام الورى)، و(الإرشاد)، و(تاريخ اليعقوبي)، و(جلاء العيون)، و(كشف الغمة)، و(مقاتل الطالبيين)، ويفاد من تاريخ عمر بن الخطاب أنه غيّر أسماء مجموعة من الأشخاص من الذين كانوا على أسماء الأنبياء، وقد يكون عمر بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أحدهم، وقيل أن اسمه (عمرو) وليس (عمر) وقد سماه بهذا الإسم الإمام علي (عليه السلام) تخليدًا لاسم جده عمرو بن عبد مناف المعروف بهاشم، كما في (جمهرة العرب) لابن الكلبي، وقد ذكره بهذا الإسم الواقدي، وابن أبي شيبة، ومصعب الزبيري، وشيخ البخاري خليفة بن خياط، والزبير بن بكار، والترمذي، واليعقوبي، والطبري، وابن أعثم الكوفي، وأبو الفرج الأصفهاني، والطبراني، والقاضي النعمان المغربي، والحاكم النيسابوري، وابن عساكر، وابن الأثير، وابن داود الحلي، وابن حجر العسقلاني، والسيوطي، والمتقي الهندي، وأحمد بن عبد الرضا البصري، والسيد محسن الأمين، إضافة إلى مصادر أخرى تعرضت في الكثير منها إلى  التحريف من قبل النواصب فحولوه إلى عمر، إذ انحصرت التسمية بعمر في أولاد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في ‏شخصين، أو ثلاثة إلى أواسط القرن ‏التاسع الهجري، وأمه الصهباء التغلبيّة المكنّاة بأُمّ حبيب،‏ جرح في معركة (النهروان) التي خاضها الإمام علي (عليه السلام) ضد الخوارج الذين مرقوا من الدين القويم المتمثلّ في شخصه الكريم، وقد جرت المعركة سنة (38هـ)، حتى استشهد في مدينة الحلة بين قرية (الجمجمة)، وآثار مدينة بابل التاريخية، إذ يبعد عن قرية الجمجمة (1كم) ونفسها عن المدينة الأثرية، وعن مركز المدينة (7 كم)، في الجهة اليسرى من شط الحلة، فدفنه الإمام (عليه السلام) بعد أن حفر إلى عمق (20م) تقريباً، لذا فإن للمرقد الشريف ضريحاً أدنى مستوى الأرض بثلاثة أمتار حاليا.

    ذكر السيد مهدي القزويني في كتابه (فلك النجاة): " وقبر عمران بن علي في بابل وقد أصيب جريحا في النهروان "، كما ورد في كتاب (تحفة العالم) للسيد جعفر بحر العلوم: " إن عمران بن علي (عليهما السلام) أصيب جريحاً في النهروان وقبره في بابل معلوم"، وذكر الشيخ محمد حرز الدين في كتابه (مراقد المعارف): "مرقد عمران بن علي، عامر ومشيّد ومشهور بين الأعراب، وعند الكثير من أهل الحلة على أنه عمران بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، كانت ومازالت الوفود تفد اليه للزيارة، وتنذر له النذور، والهدايا، والصلاة، وحدث بعض العلماء مذاكرة أنه عثر في جملة مطالعاته على قول لبعض أرباب السير القدامى بأن عمران بن علي(عليه السلام) أصيب جريحاً في معركة النهروان، وحمل إلى الكوفة، وبهذه الناحية توفي وأقبر في بابل، أما الصخرة التي وجدت على قبره فقد ذكر الشيخ حرز الدين: " حدثني بعض أرباب الأثر، والتاريخ من أصحابنا أنه لما ظهر هذا القبر بعد الدراسة سنين طوال وجدت عليه صخرة تصرح بأنه قبر عمران بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأن وفاته في نهاية صفر (38هـ)، وأنه وقف على هذا القبر في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، وكان رسم قبره دكة في حجرة كبيرة مستطيلة منخفضة عن سطح الأرض التي فيها الصحن، وتحول التلال وآثار الآشوريين في بابل عن مشاهدة قبته وبني عليها قبة تشاهد من بين التلال والمرتفعات متوسطة الحجم بنيت بالحجارة القديمة وقد زينت بالكاشي " .

    يقع المرقد الطاهر على ربوة محاطة بمثلها، هي بقايا معبد(زيكيلا)، وتقع في الطرف الجنوبي لمدينة بابل الاثرية، على بعد (500 م) من نهر الحلة، من جهة الشرق، وبين عامي (1919- 1920م) تم اعادة بناء القبتين بالطابوق، كما تبرع المرحوم السيد عبد الله العميدي ببناء (قبة الشهداء)، وفي عام (1920-1921م) غلفت القبتان بالكاشي الأزرق، وكان موقع القبر الطاهر اخفض من أرض صحنه بـ(22 درجة) في سلم النزول، وكان ينار بالشموع، والفوانيس، وجمعت التبرعات في ستينيات القرن الماضي، لإعمار المرقد، فتم رفع القبر الشريف ما يقرب ثلاثة امتار، وفي داخله دكة القبر، بارتفاع متر واحد، يغطى براية خضراء، تستبدل في محرم بأخرى سوداء، وترتفع فوق الحرم قبة ارتفاعها (12م)، بينما يبلغ ارتفاع القبة الثانية المجاورة (9م)، وهي قبة الشهداء أصحاب الإمام (عليه السلام).

   في ثمانينيات القرن الماضي تساقط الكاشي، ورفع ما تبقى منه، وتم طلاء القبتين، ويحيط بالحرم صحن مربع الشكل طول ضلعه (40م) تقريبا، محاطاً بسور خارجي عرض الجدار فيه لا يقل عن متر، بني بالحجارة القديمة، قبل أكثر من قرن ونصف، وعملت له سقائف من جذوع النخيل، وفي الصحن بئر عمقها (20م) تقريباً، يروى أن الأمام علي (عليه السلام) حفره، مبني، ومبطن بالحجارة القديمة، وتمتاز بكبر حجمها وسمكها، وتنبع منه ثلاث عيون، وعلى مقربة منه  السدرة المعمرة، التي يعتقد الأهالي أن في ورقها، وماء البئر، شفاء من الأمراض، والأوصاب.   

   للمرقد الشريف شباك من الألمنيوم ارتفاعه متران ونصف، وعرضه متر ونصف، وطوله متران ونصف، وإن الدعاء مستجاب في حضرته، والحوائج مقضيات ببركته، ووسيلته، وقد أضفى المرقد الشريف قدسية على المنطقة، وأشاع الفضيلة، والتقارب بين أبناء القرية والزائرين، فطاب، وطهر ساكنه حياً، وميتاً، وعليه، وعلى ذويه أزكى التحية والسلام.

 


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :