هو الشيخ الجليل والعلَّامة الفاضل نجم الدين جعفر ابن نجيب الدين محمَّد ابن جعفر بن هبة الله أبو البقاء بن نما بن عليّ بن حمدون الحِلِّيّ الربعيّ الشهير هو وأبوه نجيب الدين- بابن نما- على الإطلاق .

أسرته:

هو أحد أغصان العلم في الشجرة العلميَّة المثمرة المعروفة بـــ(آل نما الحِلِّيِّين) الذي كان لها دورٌ متميزٌ في تاريخ الحِلَّة العلميّ، والأثر الكبير في تاريخ العالم الإسلاميّ، إذ رفدت هذه العائلة الحِلَّة برجال أعلام كانت لهم صولات وجولات في مختلف مجالات العلوم الإسلاميَّة، مخلِّفة وراءهم كتبًا ومؤلَّفات ذات قيمة عليا حملت بين دفَّتيها فوائد كثيرة لا تزال إلى الآن موضع الدرس والبحث في الدراسات الدينيَّة والتاريخيَّة .

الثناء عليه:

قال الشيخ يوسف البحرانيّ (ت 1186هـ): «وكان لهذا الشيخ ولد فاضل يسمَّى الشيخ جعفر، له: مقتل الحسين عليه السلام، جيد الوضع، ذكره صاحب أمل الآمل، فقال: جعفر بن محمَّد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحِلِّيّ، عالم جليل، يروي عن الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد وغيره من الفضلاء»

وقال السيِّد الخوانساريّ (ت 1313هـ): «كان من الفضلاء الأجلَّة، وكبراء الدين والملَّة، من مشايخ العلَّامة المرحوم كما في إجازة ولده الشيخ فخر الدين للشيخ شمس الدين محمَّد بن صدقة، يروي عن أبيه، عن جدِّه، عن جدِّ جدِّه، عن إلياس بن هشام الحائريّ، عن ابن الشيخ الطوسيّ، وكذا عن والده، عن ابن إدريس، عن الحسين بن رطبة، عنه، وعن كمال الدين عليّ بن الحسين بن حمَّاد الليثيّ الواسطيّ الفاضل الفقيه» .

وقال الشيخ عباس القمي (ت 1359هـ): «وقد يُطلق ابن نما على ابنه الشيخ الفقيه نجم الدين جعفر بن محمَّد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحِلِّيّ، كان(رحمه الله) من الفضلاء الأجلَّة، ومن كبراء الدين والملَّة، عظيم الشأن، جليل القدر، أحد مشايخ آية الله العلَّامة، وصاحب المقتل الموسوم بمثير الأحزان، وقد ظهر من شعره أنَّ أباه وجدُّ جدِّه جميعًا كانوا من العلماء رضوان الله عليهم أجمعين» .

مؤلَّفاته:

مثير الأحزان ومنير سبل الأشجان، مطبوع.

ذوب النضَّار في شرح الثار، مطبوع.

شعره:

وقد جمع شعره الرائق المتناثر المحقِّق فارس حسُّون كريم في مقالة طُبعت في مجلَّة تراثنا، ع46: 259-283، باسم: (الولاء الحسينيّ في أشعار ابن نما الحِلِّيّ)، أخذه من كتابيه: (مثير الأحزان) و(ذوب النضَّار)، فضلًا عن ما أورده اليعقوبيّ في كتابه (البابليَّات)، ورتَّبه بحسب القافية، وضبط مفرداته، وبيَّن معانيه.

وفاته:

توفِّي أعلى الله مقامه سنة (680هـ)، وهناك اختلاف يسير في تاريخ وفاته ليس هنا محلُّ ذِكره.

تاريخ مرقده:

وقال الشيخ اليعقوبيّ (ت 1385هـ): «وفي الحِلَّة قبر مشهور يُعرف بقبر(ابن نما) على مقربة من مرقد أبي الفضائل ابن طاووس في الشارع الذي يبتدىء من (المهديَّة) وينتهي بباب كربلاء المعروف بباب (الحسين)، وقد زرته مرارًا، وكانت القبَّة التي عليه متداعية الأركان منهدَّة الجدران سنة خروجنا من الحِلَّة سنة 1335هـ» .

وذكر العلَّامة السيِّد محمَّد صادق بحر العلوم (ت 1399هـ): أنَّه من القبور التي جُدِّد بناؤها على يد العلَّامة الجليل السيِّد محمَّد السيِّد مهديّ القزوينيّ(قدس سره) .

يقع مرقده في محلة الجبَّاويِّين على الشارع العام، مقابل حديقة عامَّة تُعرف بــ(متنزَّه الشعب)، وهو على مسافة قريبة من مرقد والده الشيخ نجيب الدين محمَّد بن نما، ويتكوَّن المرقد من حجرة صغيرة هي داخل بناية من طابَقَين مطلَّة على الشارع العام، يجاوره من كِلَا الجانبَين محلَّات تجاريَّة، ويتوسَّط الحجرة الضريح الذي يعلوه شبَّاك من الحديد متوسِّط الحجم ، ولا تعلو المرقد قبَّة؛ لأنَّه داخل البناء المذكور، وهناك لوحة معلَّقة بالضريح كُتب فيها الزيارة الخاصَّة به، وكانت في السابق لوحة أخرى مكتوب عليها عبارة: (مرقد العلَّامة جعفر الحجَّة)، والواقف عليه يزوره من الشبَّاك.

المصدر كتاب مزارات الحِلَّة الفيحاء - تأليف حيدر السيِّد موسى وتوت الحسينيّ ؛ مراجعة وضبط مركز تراث الحِلَّة قسم شؤون المعارف الإسلاميَّة والإنسانيَّة التابع للعتبة العبَّاسيَّة المقدَّسة.