مركز تراث الحلة
محلة التعيس    
التاريخ : 27 / 4 / 2021        عدد المشاهدات : 2522

اشتهرت مدينة الحلة عن غيرها من المدن العراقية القديمة بتعدد محلاتها الشعبية وكثرتها والتي تعد الأولى في سكنى أبناء المدينة والرجوع الى هذا الأصل الذي منه انطلقت الأحياء الباقية وتوسعت.

 ومن المحلات القديمة (محلة المهدية ، والجباويين , والاكراد , والجامعين , والكلج , والوردية , والتعيس) ، وفي مقالنا هذا سنتطرق إلى اختيار محلة التعيس لما تحويه من تراث ثمين ودفين وموقع في وسط مركز المدينة حيث تمتد من محلة الأكراد شمالاً إلى محلة الجباويين جنوباً ويفصل محلة التعيس شارع الري الذي يحدها من الأقسام الشرقية ، أما الغربية فيحدها الشارع العام الذاهب من منطقة باب الحسين إلى باب المشهد.

إن محلة التعيس حالها حال المحلات القديمة الاخرى من اوائل المحلات منذ أن مصرت الحلة وحتى يومنا هذا ، بكل ما تحويه من تراث وذكريات عاصرت مدينة الحلة على مر العصور وكانت مركزا للأحداث والوقائع وايضا عانت في الفترة الاخيرة من هجرة معظم ساكنيها وبقاء العدد القليل منهم الذين يحملون ذاكرة المدينة وبالأخص ذاكرة هذه المحلة العريقة.  

ترجع تسميتها إلى وجود مرتفع يسمى عند سكان الحلة (تل العيس) ، وهناك أكثر من رواية حول تسمية هذه المحلة منها وجود المرتفعات في المنطقة فكانت القوافل التجارية آنذاك تحط بها للراحة فأطلقوا على المنطقة أسم (تل العيس) والعيس معناها الجمال وتلفظ احياناَ تاعيس وقد يكون الأسم من الطعس وهو التل الصغير وهذا يوحي إن التسمية جاءت من أسم التل المرتفع قليلاً.

ومن ملاحظة الأزقة المسماة (العكود) أو البيوت التي تتميز بالارتفاع والإنخفاض أصبح واضحا إن هذه المحلة انشئت فوق منطقة تلال حيث تتميز بوجود السلالم في بدايات بعض الأزقة.

  تضم محلة التعيس العديد من المساجد منها مسجد التعيس( مسجد أبي الطين سابقا حيث تم تشييده على يد أحد رجالهم) و(مسجد الشوك) الذي شيده المرحوم حمزة الشوك وشهد إقامة صلاة الجماعة بإمامة الشيخ محمد حيدر والسيد مهدي الشلاه والسيد محمد حسين شبر ، ومسجد الرحمة (مسجد المصلوخي سابقا الذي جدد بناؤه على نفقة أهالي المنطقة )، وقد شهد هذا المسجد إقامة صلاة الجماعة بإمامة الشيخ الأديب حسن مصبح الحلي ومسجد السيد حمود الأعرجي ومسجد الشيخ عبد الله العذاري الذي أسسه جده الشيخ حسين العذاري المتوفى عام (1237) للهجرة ( صاحب قصة القنديل المعروفة ) . 

كذلك أسهمت هذه المحلة بإنجاب العديد من العلماء والأدباء والمفكرين منهم شعراء وفقهاء أسرة آل العذاري ، وعلماء وادباء أسرة آل خصباك والسيد حمود الأعرجي وشخصيات آل الصحاف وكانت أبرز شخصية سكنت المنطقة مطلع السبعينات أو قبلها سماحة الشيخ محمد حيدر وكيل المرجعية الدينية في الحلة الذي لازم المنطقة حتى استشهاده عام 1991م

ومن مراقد المحلة : مرقد الشيخ ورّام وهو أحد أحفاد الصحابي الجليل مالك الأشتر ومرقد السيد العالم الفاضل هاشم الحطّاب الذي نعتقد أنه لغيره لان هناك قبر موثوق بصحته في دار في محلة الحويش في النجف الأشرف ينسب للسيد هاشم هو والدار الذي دفن فيها.

ومن مدارس المحلة القديمة والحديثة مدرسة الرشاد الابتدائية ، ومدرسة المحمدية الابتدائية ومدرسة واسط الابتدائية ومدرسة حمورابي الابتدائية ومدرسة الجمهورية الابتدائية ومدرسة الزهراء الابتدائية وقد تغيرت في السنوات الأخيرة أسماء تلك المدارس ودمج بعضها بالبعض الآخر .

ومن أشهر شوارع المحلة شارع الري الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى مديرية ري بابل التي كانت تقع في بداية الشارع مكان مديرية بلديات بابل حاليا وشارع أبي الفضائل الذي يمتد من منطقة التابية حتى باب الحسين وشارع علي عجام الذي يمتد من حسينية عجام حتى ساحة الاحتفالات الحالية.

إن هذه المحلة عانت ومازالت تعاني من نقص الخدمات وكذلك عدم النظر في تطويرها حيث بقيت محتفظة ببيوتها الآيلة إلى السقوط ولا ننسى إنها تعد من البيوت التراثية التي يجب المحافظة على إرثها القيم الذي يحوي على دلالات حضارية ومعاني تراثية عديدة .


اعلام مركز تراث الحلة


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :