مدينة كربلاء المقدسة حاضرة الثقافة العربيّة والإسلاميّة، ومركز الشعر والأدب، ومنار العلم والثقافة، ومنبع الفنون الشعبيّة والحرفيّة، فلا غرابة أن يكون لها تأريخ مشرّف بالخطّ العربيّ والإسلاميّ؛ وذلك لوجود المشاهد المقدّسة واحتضانها لرجال الدين والعلماء الأعلام الذين نهلوا العلم من ينابيعها الصافية، وتشرّبوا الأدب واللغة وإبداعاتها من كنوزها، وانفردوا في إبداع الخطّ وأجادوا به في جميع ضروبه، وقد برز فيها على مرّ العصور وكرّ الدهور رعيلٌ من الخطّاطين المبدعين الذين سجّلت خطوطهم حضوراً فذًّا في ديوان الخطّ العربيّ.
ومن الفنوان الابداعية في مجال الخط العربي فنّ النقش والخطّ العربيّ على الكاشي الكربلائيّ (البلاط المزجج) أو ما يدعى أجنبيًّا بـ (السيراميك)، إذ إنّ لهذا الفن جذوراً عميقة في تأريخنا العربيّ والإسلاميّ، وتنفرد مدينة الحسين باحتضان هذا الفنّ الرائع الذي يعتمد في أساس صناعته اليدويّة على عنصرين أساسيّين هما: الخطّ والزخرفة. وإنّ هذا الفن لعب دوراً رياديًّا في تنمية مواهب الخطّاطين وشحذ هممهم للابتكار والتفنّن التقنيّ العاليّ. وإنّ مهمّة الخطّ على (الكاشي الكربلائيّ) مهمّة صعبة وعسيرة؛ لأنّه يخضع لعوامل ومتغيّرات متباينة مثل الفخر بالنار بدرجة 1000 م ودخول الأكاسير والمعادن النادرة في صناعة أصباغه. وقد برز من خلاله خطّاطون كربلائيّون أمثال المرحوم إبراهيم عبد المجيد، وجليل النقّاش وعدنان المنكوشيّ والمرحوم الشيخ جواد الخطّاط، تجد خطوطهم وزخارفهم على أروقة وجدران الروضتين الحسينيّة والعبّاسيّة والمخيّم الحسينيّ وواجهات وجدران المساجد والمدارس الدينيّة والمزارات والمراقد المقدّسة التي تنتشر في المدينة وطرقاتها وأزقّتها التراثيّة القديمة.
ومن الخطّاطين الذين كان لهم باعٌ طويل في هذا الفنّ الجميل في هذه المدينة المقدّسة، خدمة لتمجيد العظماء من هؤلاء الفنّانين وتخليد ذكرهم، معتمداً على المصادر التاريخيّة، حسب ما توصلت إليه، وهم كالآتي:
1- حسين بن علي بن حسين الكاتب المكنّى بأبي الفوارس المعروف بابن الخازن من مشاهير الخطّاطين وأحد فضلاء القرن السادس الهجريّ، توفّى يوم 26 ذي القعدة سنة 502 هـ.
2- أحمد شاه النقّاش التبريزيّ المعروف بـ(زرّين قلم) وهو من الخطّاطين المبدعين في كربلاء آنذاك، كتب الوقفيّة المحفورة على جدران جامع الخواجة مرجان في بغداد وتاريخ الوقفيّة سنة 758 هـ.
3- علي بن عبد الجليل الحائريّ: خطّاط بارع نسخ بخطّه كتاب (تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول) للعلّامة الحلّيّ، فرغ من كتابة نسخته سنة 777 هـ.
4- مهدي الگلگاويّ: خطّاط معروف كان حيًّا سنة 1183 هـ ومن آثاره التي تدلّ على مهارته في الفنّ، الكتيبة التي سجّلها على ضريح العبّاس بن علي C وهي: (لا زال مطافاً لخيار الناس).
5- صالح بن مهدي الگلگاويّ: اشتغل بتدوين الإمام الحسين A المؤرّخة سنة 1225 هـ.
6 - حسين خان خوئي الكربلائيّ: خطّاط مشهور كتب نسخة من كتاب (خلاصة الحساب) للشيخ بهاء الدين العامليّ بخطّ التعليق سنة 1223 هـ1808 م، وفي آخر النسخة صورة تخطيطيّة للأسطرلاب، والنسخة محفوظة في مكتبة المتحف العراقيّ برقم 9151.
الندوات الدورية في مركز تراث كربلاء 10 / 6 / 2016 |
|
الحشود المليونية في كربلاء تجدد البيعة لابي الاحرار عليه السلام |
|
صور تراثية لبساتين كربلاء المقدسة 23 / 6 / 2016 |
|
لهفة الزائرين عند قبر ابي الفضل العباس عليه السلام 26/12/2014 |
|
خِزانة مخطوطات العتبة العباسيّة...شاهد حضاري ومعرفي كبير 5 / 4 / 2018 |
|
زيارة الأربعين بين الامس واليوم 19 / 11 / 2016 |
|