مركزُ تراث كربلاء يُكرّم الباحثين والمُشاركين في مجلَّته المُحكَّمة
التاريخ : 5 / 7 / 2019        عدد المشاهدات : 3418
تحت شعار (مجلّة تراث كربلاء الفصليّة المحكّمة تكرّم باحثيها)، أقام مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة احتفالاً لتكريم باحثي مجلة (تراث كربلاء) الفصليّة المحكّمة وكتّابها وكادرها بمناسبة مرور خمسة أعوام على صدورها، اليوم الجمعة الموافق 5/7/2019م على قاعة الإمام الحسن -عليه السلام- في العتبة العباسية المقدسة.
استُهِلَّ الحفل بتلاوة عطرة لآيات من كتاب الله العزيز تلاها القارئ (مصطفى الحمدان), لتُقرأ بعد ذلك فاتحة الكتاب ترحّماً على أرواح شهداء العراق وقوفاً، ثم الاستماع للنشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدّسة (نشيد الإباء)، بعد ذلك جاءت كلمة المتولي الشرعي للعتبة العباسية سماحة السيد أحمد الصافي -دام عزّه- ألقاها بالنيابة عنه عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة الدكتور عباس رشيد الددة، قال فيها: 
((إنّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكورا)) 
وبعد..
فمنذ أن شرعت العتبة العباسية المقدسة بتجسيد مشروعها الفكري والثقافي التمست إليه وسائله، وكان في صميمها التراث؛ إذ سرعان ما أسّست مركزاً له، ثم راحت توزّع على خريطة العراق أعداداً منه تتكافل لتغطي حدوده وتلمّ شعثه، يقيناً من العتبة المقدّسة ومعتقداً أنّ التراث رمزٌ من رموز هويّتها، وحجر أساس ثقافتنا، ومعلمٌ رئيسٌ من معالم حضارتنا، ومكوّنٌ فاعلٌ من مكونات شخصيتنا التي نحرصُ أيّما حرص على تكاملها وبهائها.
وعلى هَدْيٍ من هذا، شرعنا، فكان لنا في دربه خطوات نحسبها محمودة، وكان لنا في عمر هذا الزمن حفنة من سنين أنفقت كلّها في مرضاة هذه القناعة، وأنبتت ثمراتٍ تحملُ شحنةَ من مشاها واسمَ من كتب حروفها، ولا شكَّ أنّ كثيراً من الحاضرين هو ممّن شاركنا -متفضّلاً- هذا المشروع.
نلتقي هنا أيّها الأخوة على حافّة إحدى تلك السنوات لنحتفي بالمشروع، وبكم، إيماناً منّا –راسخاً- بأمرين:
أولهما أننا حين نُولي التراثَ همّنا واهتمامنا فإننا نوثّقُ عراقةَ الانتماء لثقافتنا العربية، ونرسّخُ أصالةَ الولاء لحاضنتنا الفكرية الإسلامية، وإننا ندافع -بهذا- عنها بوجه ضغوط الثقافات الأخرى والتيّارات الدخيلة، وقبل ذلك وبعده، فإننا نعزّزُ بهذا ثقتنا بالنفس العربية الإسلامية، وبأثر التراث الفاعل في تنمية الشعور الوطني وتمتين الصلة بين ماضي الأمة ومستقبلها وحاضرها.
وثانيهما إنّنا حين نكرّمُ شركاءنا من المُبدعين، لا نريد أن نحفّزهم على المزيد من العطاء والإبداع فحسب، ولا نريد أن نعترفَ بكلِّ ما أسْدي من جميل فحسب، بل نريد أن نشعرَهم بقيمة ما قدّموه، وأن نحفِّزَ في ذاكرة الأجيال أنّهم قدّموا، ونطرِّزُ أسماءهم بحروف من نور.
وفّق اللهُ مركز تراث كربلاء ووفّق القائمين عليه وأدام الله تعالى قاماتنا الإبداعية منبعاً غنيّاً للعطاء. 
بعدها جاءت كلمة مدير مركز تراث كربلاء الدكتور إحسان الغريفي، قال فيها: 
أتقدمُ لكم جميعاً بالشكر الجزيل والثناء الجميل لتلبيتكم الدعوة بالحضور، ولتجشّمكم عناء السفر، سائلاً الله تعالى أن يثيبكم على هذا الحضور في هذا المكان المبارك .
وأضاف: شعوراً منّا بمسؤولية حفظ التراث وصيانته، قامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، وعلى رأسها المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي -دام عزّه- بفتح مركز تراث كربلاء؛ لأحياء تراث هذه المدينة المُباركة بما يتلاءم مع قدسيتها ومكانتها؛ لتعويض ما لحِق بها من ظلم واضطهاد عبر مراحل زمنية مختلفة.
واستطرد بالقول: لقد قام مركز تراث كربلاء بفتح قنوات متعدّدة  لتوثيق وإحياء الخزين العلمي والمعرفي لمدينة كربلاء عِبْر خطط ونتاجات فكرية متنوّعة، وواحدة من هذه النتاجات هي مجلة تراث كربلاء التي تحتفل بأبحاث ودراسات وتحقيقات تراثية رصينة في شتّى أنواع المعارف الإسلامية واللغوية والأدبية والاجتماعية والتاريخية، لباحثين وأساتذة أكفاء من جامعات متعدّدة.
وجدّد الغريفي دعوته للباحثين والمحقّقين للكتابة في المؤتمر الذي ستعقده المجلّة بتاريخ 7 تشرين الثاني 2019م بعنوان (التراث الكربلائي ومكانته في المكتبة الإسلامية).
بعد ذلك جاءت كلمة هيأتي مجلة تراث كربلاء ألقاها الدكتور علي خضير حجّي، قال فيها:
في رواية المفضّل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله –عليه السلام- (اكتبْ وبثَّ علمك في إخوانك، فإن متَّ فأورِثْ كتبك بنيك). لا أجد أمام هذه الرواية الشريفة إلّا الدلالة الالتزامية للالتزام بالتراث، والتراث في أبسط تعريفاته: ما خلّفه الأقدمون من رأيٍ وعلمٍ وأدبٍ ودينٍ، وما خلّفه الماضون من آثار ومعارف.
 أمام هذه النظرية الكبيرة التي وضعها أهل البيت –سلام الله عليهم- هل نقتحم التراث؟، وما الجدوى من اقتحامه؟، وما الجدوى من إحيائه؟، وما الجدوى من الأخذ ببعضه وترك البعض الآخر؟.
ذكر الدكتور حسين علي محفوظ في بعض مقالاته أن المخطوطات التي خلّفها الأقدمون هي أكثر من ثلاثة ملايين مخطوطة، وقال في موضع آخر: لربما الظاهر منها أو المُكتشف يقرب من مليون ونصف المليون مخطوطة، ولم يُحقَّق منها سوى واحد بالمائة، وهذه النسبة أقرب إلى الدقّة، من هنا أدركت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وعلى رأسها المتولّي الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي-دام عزّه- على أنّ في كلِّ شبرٍ من أرض العراق ألف حضارة وألف مخطوط، في الموصل في بغداد في البصرة في الحلة في كربلاء في النجف في واسط، ولا نجد بلداً من بلدان العالم يمتلكُ هذه الخاصيّة الكبرى من التراث العلمي.
نعم، يحقُّ لنا أن نفتخرَ وأن نقفَ وقفةَ إجلالٍ وإكبارٍ لشخصية السيد أحمد الصافي على الاعتناء بهذا التراث، وعلى حثِّ الباحثين للكتابة وإحياء هذا التراث الكبير، واستخراج معادن التراث من هذه الأرض المعطاء، فانتدب كوكبةً من الباحثين والمفكرين لإقامة هذه المراكز المتعدّدة، فكان مركز تراث كربلاء.
وُلدت مجلة تراث كربلاء الفصليّة المحكّمة من هذا المركز تحت رعاية المتولي الشرعي، وتحت رعاية صاحب الأخلاق الرفيعة سماحة الشيخ عمّار الهلالي، وبإشرافٍ مباشرٍ من قبل السيد إحسان الغريفي وكوكبةٍ من أساتذة الجامعات العراقية تجتمعُ كلّ جمعةٍ لإخراج المجلة بحلّةٍ قشيبة.
ألف تحية وألف إجلال وألف إكبار لكلّ الباحثين الذين شاركوا في هذه المجلة، وألف شكر وتقدير لكلّ الخبراء والمحكّمين الذين نهضوا بهذه المجلة إلى مستوى المجلات العالميّة.
 ثم جاءت بعدها كلمة الدكتور عبد الله العتابي من جامعة بغداد مُمَثّلاً عن الباحثين المُحتفى بهم، قال فيها: 
إن من دواعي سرورنا أن نجتمع في هذه الأرض المقدسة وفي هذا اليوم المُبارك لنحتفي بمرور خمسة أعوام على إصدار أول عدد من مجلة تراث كربلاء.
مُضيفاً: لقد امتازت مجلة تراث كربلاء بفرادة خاصّة، فهي المجلة المحكّمة الوحيدة في العراق التي تُعنى بالتراث العلمي والإنساني لمدينة كربلاء المقدسة على وجه الخصوص؛ فقد أخذت على عاتقها -منذ تأسيسها- إبراز أهمية التراث الكربلائي الذي يُعطي لهذه المدينة هويّتها الخاصّة التي تميّزها عن باقي المدن الأخرى.
مُختتماً: أستثمر الفرصة لأعبّر عن أملي بأن تكون المجلّة في طليعة المجلّات المحكّمة في العراق والمنطقة، وأن تحصلَ على معامل تأثير بمقياس (سكوبس) العلمي العالمي.
بعدها ألقى الدكتور غانم كامل الحسناوي قصيدةً بالمناسبة.
وفي ختام الاحتفال، وُزِّعت الدروع والشهادات التقديرية على المُحتفى بهم من الباحثين والمحقّقين وكادر المجلّة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

شعبة الاعلام المعرفي


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :