حصدت العتبة العبّاسيّة المقدّسة جائزتين من بين أكثر من (1000) عنوان كتاب مشارك بمسابقة كتاب الحوزة السنويّ في جمهورية إيران الإسلاميّة بدورتها الحادية والعشرين والتي أُقيمت فعّالياتها في مدينة قمّ المقدّسة بجمهوريّة إيران الإسلامية . وقد حضر وفد العتبة العبّاسيّة المقدّسة حفل تكريم الفائزين ، الذي أقيم في مدرسة الشفاء العلميّة المجاورة لمرقد السيّدة فاطمة المعصومة -عليها السلام-.  
أفتتح الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على شهداء الأمّة الإسلاميّة، جاءت بعدها الكلمةُ الترحيبيّة بالضيوف التي ألقاها مدير الحوزات العلميّة في الجمهورية الإسلاميّة سماحة الشيخ علي رضا اعرافي ـ ثم جاءت كلمة سماحة المرجع آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني -دام ظلّه-.
وشهد الحفل حضور مجموعة من العلماء ، وفضلاء الحوزة العلميّة في مدينة قم المقدسة ، فضلاً عن وفد العتبة العبّاسيّة المقدّسة؛ وذلك لتكريم أصحاب المؤلّفات والكتب المحققة الفائزة على يد آية الله العظمى سماحة الشيخ جعفر السبحاني -دام ظلّه-، وكان من نصيب قسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة جائزة فوز كتاب (الموسوعة الرجاليّة للعلّامة الحلّيّ) للمحقّق الشيخ (محمّد باقر ملكيان)، وكتاب (فهرس مخطوطات مكتبة الإمام الخوئيّ في النجف الأشرف) من نصيب مكتبة ودار المخطوطات في العتبة المقدّسة للأستاذ المحقّق (أحمد علي مجيد الحلّيّ) مدير مركز تراث النجف الأشرف التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية . 
وفي تصريح لموقع قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية بيّن سماحة الشيخ محمّد علي جلّوس أحد طلبة العلم في إحدى الحوزات العلميّة قائلاً:  "ان هذا العمل الكبير والمهم الذي تقوم به المراكز الثقافيّة والتراثيّة التابعة للعتبة العبّاسيّة المقدّسة يعدّ مؤشراً على أن أعمال العتبة المقدسة لا تقتصر على الجانب الخدميّ فقط، وإنّما تعدّى ذلك إلى الولوج في الجوانب الفكريّة والثقافيّة والعلميّة، بل والأكثر من ذلك هو المنافسة في المسابقات الدوليّة والحصول على مراتب وجوائز متقدّمة جدّاً. وأختتم تصريحه بالقول : سلاماً للقائمين عليها ابتداءً من متوليها الشرعيّ سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد أحمد الصافي -حفظه الله - وإلى العاملين فيها. 
من جانبه بيّن الأستاذ المحقق( أحمد الحلّيّ) : انه نتيجة لإصرار العتبة العبّاسيّة المقدّسة في حفظ التراث ، وتحقيقه وطباعته ونشره حصلنا على جوائز مميزة في مسابقة كتاب الحوزة السنويّ المقام في مدينة قم المقدّسة، وقد حصلتُ  بحمد الله تعالى على مرتبة الفوز بكتابي (فهرس مخطوطات مكتبة الإمام الخوئيّ في النجف الأشرف) بجزئيه .
وأوضح الحلّي " إن هذا الفوز هو الرابع على التوالي لنتاجات العتبة العبّاسية بعد فوزها بعدّة كتب منها (كشف الأستار، ومختصر المراسم العلويّة، وقطعة من كتاب الفتوح، والمختصر في تواريخ الأئمّة - عليهم السلام-، وإعراب نهج البلاغة، والمصحف المنسوب لابن البواب)".
 مؤكداً "إن هذا النجاح بمثابة شمعة تنير الدرب للعراقيين الأحرار؛ إذ ان الجهود الخيّرة المبذولة في العتبة المقدسة من قبل العاملين فيها- إدارة ومنتسبين - هي التي جنت قطاف زرعها في كلّ سنين النجاح الطويلة، وبهذه المناسبة نشكر كلّ من سعى لهذا النجاح وأسهم في إبرازه".
فيما أكد المحقّق محمّد باقر ملكيان -وهو أحد الفائزين بالمسابقة -  في تصريح لموقع قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية : باعتباري أحد الفائزين عن كتاب تحقيق (الموسوعة الرجاليّة للعلّامة الحلّيّ) وهي موسوعة مستوعبة للمفردات الرجاليّة وشاملة للمصادر، حيث إنّ العلّامة الحلّيّ اختصر وانتخب ما فيها من عمل الفقهاء الشيعة، وهو عمل موجز. وأضاف "كان لمركز تراث الحلة التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة دور كبير في مراجعتها وتهيئة النسخ الخطيّة ومن ثمّ طباعتها لتأتي في خمس مجلّدات حوَت (إيضاح الاشتباه، وخلاصة الأقوال، والمباني الرجاليَّة)، لتثري القارئ والمتصفح والباحث عن التراث الإسلاميّ، وهذا هو جلّ اهتمامنا، وفق الله جميع العاملين في العتبة وسدد خطاهم".
الجدير بالذكر أنّ لأقسام العتبة العبّاسيّة المقدّسة ومنتسبيها مشاركاتٌ عديدة في محافل محلّية ودوليّة ، استطاعوا من خلالها أن يحصدوا جوائز ومراتب متقدّمة في مختلف المجالات والاختصاصات، وهذا بفضل الدعم الذي يحصلون عليه وإخلاصهم في عملهم وتفانيهم من أجل رفع راية العتبة العبّاسية المقدّسة عالياً. وختاماً تتقدم العتبة العباسية المقدسة بالشكر والتقدير للجهود المبذولة للقائمين على هذه المسابقة العلمية الرصينة.