عدّ القرآن الكريم الوفاء بالعهود من علامات المؤمنين؛ إذ يقول (عزّ وجلّ): (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) (المؤمنون: آية8)، ويقول تعالى: (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) (الإسراء: آية34)
يقول الشيخ المجلسي (رحمه الله) في (بحار الانوار، ج44، ص369): «إنّ الطرماح بن حكم قال: لقيت حسيناً وقد امترتُ لأهلي ميرةً، فقلت: أُذكرك في نفسك، لا يغرّنك أهل الكوفة، فو الله، لئن دخلتها لتُقتلَن، وإنّي لأخاف أن لا تصل إليها، فإن كنت مجمعاً على الحرب فانزل أجأ، فإنه جبل منيع، والله، ما نالنا فيه ذلّ قطُّ، وعشيرتي يرون جميعاً نصرك، فهم يمنعونك ما أقمت فيهم. فقال: إنّ بيني وبين القوم موعداً أكره أن أخلفهم».
وفي مقابل ذلك، فإنّ أكثر ما أحزن الإمام الحسين (عليه السلام) وآذاه هو نقض أهل الكوفة لعهدهم، وقد بلغ هذا الموقف الشنيع منهم حدّاً استدعى لعن الإمام (عليه السلام) لهم؛ إذ يقول (عليه السلام): «تباً لكم أيّتها الجماعة وترحاً وبؤساً لكم، حين استصرختمونا وَلِهين فأصرخناكم موجفين...أَلا لعنة الله على الظالمين الناكثين، الذين ينقضون الأيمان بعد التوكيد»
إعلام معهد القرءان الكريم النسوي