معهد القرآن الكريم للنساء
(زوجة أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين ـ عليهما السلام)
التاريخ : 7 / 5 / 2022        عدد المشاهدات : 4321

(السيدة لبابة بنت عبيد الله)

 

بعفافها كانت كليْلٍ مستور المعالم و كان القمر من بني هاشم يسكن إليها، و بجلالها كانت كصبحٍ تتنفس الفضل من البيت العلوي و بشمسهِ كان يطلُّ عليها، هي تلميذة عند السيدة زينب بنت عليٍ الكبرى ( عليهما السلام )و سيدة من السيدات، و زوجةٌ لأفضل أبناء عليٍ بعد الحسن و الحسين ( عليهما السلام)  و أنجبت له سادات، هي التي ما خرجت من البيت العلوي منذ أن دخلت فيه، لأن فؤادها الكريم كان ينبض منه و فيه و إليه، تلك هي السيدة لبابة بنت عبيد الله زوجة أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين (عليهما السلام) التي أنجبت له على اختلافٍ بين المؤرخين، عبيد الله، و الحسن، و الفضل، و القاسم، و بنتين.

 كانت السيدة لبابة امرأة جليلة و محبة لأهل البيت ( عليهم السلام) و قد ذكر العلامة المجلسي في كتابه: ( بحار الأنوار) أنها كانت في رقود الإمام علي ( عليه السلام) إثر جرحه جالسة عند رأسه، فاتضح من خلال هذه الرواية أن السيدة لبابة كانت في بيت الإمام علي (عليه السلام) قبل زواجها من أبي الفضل العباس ( عليه السلام) لأن في جرح الإمام علي  كان عمر العباس أربعة عشر عاماً أيْ: لم يكن قد بلغ سن الزواج، يظهر من خلال ذلك أن أباها عبيد الله بن العباس الذي كان والي الإمام علي (عليه السلام) على اليمن؛  قد حملها إلى بيت الإمام علي (عليه السلام) لتتعلم من السيدة زينب (عليها السلام) دروس الدين و العفاف بعدما لمس منها الرغبة في ذلك من بين كل بناته، و حينما كبرت تزوجها العباس بن أمير المؤمنين ( عليهما السلام) .

ويظهر  من خلال هذه الرواية جلالة السيدة لبابة إذ إنها جلست عند رأس الإمام عليٍ ( عليه

السلام) حين رقوده في جرحه، و لا يجلس عند رأس المريض إلّا من هو مقرّب لقلب المريض

و معظم عنده.إن السيدة لبابة بكونها دخلت في البيت العلوي العظيم الذي تحيط به الحساد من كل جانب، فقد نالها من الافتراء الذي كانت دوافعهُ مصالح أموية و مطامع زبيرية جزءٌ مما نال نساء هذا البيت على رأسهن السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام) فذكر مصعب الزبيري في كتابه: ( نسب قريش) من بين كل النّسابة الذين قبله و الذين في عصره فتبعهُ على ذلك مَن بعده، بأن السيدة لبابة بنت عبيد الله، خلف عليها بعد العباس بن علي ( ع ) عتبة بن أبي سفيان، فكان ابنهُ القاسم أخاً لعبيد الله بن العباس من أمه لبابة، و كذلك أخاً لنفيسة بنت زيد بن الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام) زوجها الثالث على حد زعم مصعب. فإن هذا الزبيري أراد أن يضلل الناس بأن هنالك أخوّة بين بعض العلويين و الأمويين بواسطة السيدة لبابة، وقد ظهر بعد التقصّي أن هنالك لبابةً أخرى هي ابنة عم السيدة لبابة زوجة أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين (عليهما السلام) ذكرها أهل النسب و المؤرخون، و لا تختلف عن اسمها الرباعي سوى بالياء باسم الأب، فالسيدة لبابة زوجة أبي الفضل العباس هي: لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، أما ابنة عمها فهي: لبابة بنت عبد الله بن العباس  بن عبد المطلب، و هذه هي التي تزوجها عتبة بن أبي سفيان فأولدها القاسم كما نص على ذلك ابن حزم في جمهرة أنساب العرب و ابن عساكر في تأريخ دمشق و غيرهما، أما السيدة لبابة زوجة أبي الفضل العباس فهي لم تخرج من البيت العلوي أبداً، إذ خلّف عليها بعد العباس ( عليه السلام) زيد بن الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام) فأولدها نفيسة و هذا أيضاً يدل على جلالة قدرها، إذ لم يفرط فيها البيت العلوي فكانت زوجةً لاثنين من أسيادهم، و أمّا لثلة من أولادهم، فأنعم بها من لُبابة أمضت عمرها في بيت ذوي الكرامة و اللَبابة.

 

 


رنا الخويلدي


اتصل بنا
يمكنكم الاتصال بنا عن طريق الاتصال على هواتف القسم
+964     7602326873
+964     7721457394
أو عن طريق ارسال رسالة عبر البريد الالكتروني
media@mk.iq
info@mk.iq

تطبيق المعارف الاسلامية والانسانية :
يمكنكم ارسال رساله عن طريق ملء النموذج التالي :
اتصل بنا

او مواقع التواصل الاجتماعي التالية :