مدينة قلعة سكر

مدينة قلعة سكر تلك المدينة الحالمة التي تغفو على الضفة اليسرى لشط الغراف، النهر المتفرع من نهر دجلة عند مدينة الكوت، ينبعث منها أريج العز والإباء والشيم العربية الأصيلة حيث العادات والتقاليد ودواوين الكرم. امتازت بأراضيها الزراعية الخصبة وطيبة سكانها، مدينة عريقة وأصيلة مزجت بين الحياة المدنية وأصالة الريف؛ لتشكل فسيفساء قلما يوجد نظيرها في بقية المدن الجنوبية. هي قضاء تابع إلى محافظة ذي قار، وتقع في الجزء الشمالي منها، إذ تبعد عن مركز الناصرية 100 كم، تحدها من الشمال مدينة الكوت ومن الجنوب مدينة الناصرية ومن الشرق مدينة العمارة ومن الغرب مدينة الديوانية. نشأت المدينة قريةً صغيرة في عام1873في مقاطعة الجزرة، وسميت باسم الشيخ سكر بن يعقوب بن كليب المشلب، شيخ عشائر الطوقية، الذي ولد في السماوة عام1837م، وعُرف بكرمه وشجاعته وحبه لعمل الخير حتى وفاته عام1890م، وقد عمل هو وأبناء عشيرته على تنظيف القرية من الأعشاب الميتة والقصب، وقاموا بتشييد قلعة من الطين فيها للدفاع عنها في حالة تعرضها لاعتداء من العشائر المجاورة، ولم تلبث القرية أن دخلها الجنود العثمانيون في بداية تأسيسها، وسيطروا على قلعتها وعاثوا فساداً فيها، ثم نشأت بالقرب من القلعة بعض المنازل والحوانيت التي شيدها بعض الناس طلباً للرزق، ولبيع ما يحتاجه الجنود، ثم توسعت وتطورت شيئاً فشيئاً، وفي عام1881م أصبحت قلعة سكر ناحية تابعة لقضاء الحي وخضعت للسلطة العثمانية، ثم قضاء في العهد الملكي وبعد ذلك تحولت إلى ناحية في سنة 1928م إلى أن عادت لتكون قضاءً في عام 2014م،