تيمُّناً بذكرى ولادةِ أميرِ المؤمنينَ عليّ بن أبي طالبٍ (عليه السّلام)، وبرعاية الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة أقام قسم شؤون المعارف الاسلامية والإنسانية يوم الجمعة (12 رجب الأصب 1439هـ) الموافق (30/ 3/ 2018م)، معرض (تراثنا هويتنا السنوي الأول)، بحضورٍ المتولّي الشّرعيّ للعتبة العبّاسيّة المقدّسة سماحة السّيّد (أحمد الصّافي –دام عزّه-)، والأمين العامّ للعتبة العبّاسيّة المقدّسة المهندس السّيّد محمّد الأشيقر- دام تأييده - ورئيس قسم شؤون المعارف الاسلامية فضيلة الشيخ عمار الهلالي - دام توفيقه – وجمعٍ كبير من علماء الدين والأكاديميّين ونخبة من المهتمّين والمختصّين بالمجال التراثيّ.
وبدأ حفل الافتتاح الذي أقيم في قاعة الامام الحسن (عليه السلام) بتلاوة آياتٍ منَ الذّكر الحكيم، أعقبتها قراءة سورة الفاتحة ترحما على شهداء العراق، بعدها تمَّ عزف النّشيد الوطني العراقي، ونشيد الإباء للعتبة العباسية المقدسة، تلا ذلك كلمة سماحة المتولّي الشّرعيّ للعتبة العباسية المقدسة سماحة السّيّد (أحمد الصّافي دام عزه)، الذي أكّد فيها على أنّ التراث يمثّل هويّةً نعتزّ بها، والأمّة بلا تراث أمّةٌ مقطوعة النسب، وهذا التراث مداد العلماء الذين نحن الآن لا نعتزّ بهم فقط وإنّما نتشرّف بهم ولولاهم لكنّا في حالة غير هذه الحالة بالإضافة الى هذا المداد كانت هناك أنهر دمٍ أيضاً دفعها العلماء(رضوان الله تعالى عليهم) ثمناً للحقّ وللكتابة، ولو أردنا أن نعدّد الشهداء من العلماء أيضاً لطال بنا المقام، ولعلّ البعض عندما ألّف ذكر الكثير منهم أنّهم استشهدوا وخلّفوا لنا ثروةً بل ثروات علميّة كبيرة، والى الآن الحوزات العلميّة شاهدة على ما كتبوا، هذا ما صنع الأوائل والغائب عنّا أكثر، محاولة مكمّلة لما صنع الأوائل ألا وهي البحث عن هذا التاريخ والحفاظ عليه لعلّها من مسؤوليّتنا".
وبيّن السيّد الصافي في كلمته المباركة: " اننا اليوم نشاهد هذا الكمّ الكبير من المشتغلين في هذا التراث، ولعلّ فينا بعض الأعلام (أطال الله في أعمارهم) الذين قضوا حفنة من سنين أعمارهم وأثروا المكتبة الإسلاميّة بهذا الأثر الطيّب، ولعلّي لست مغالياً عندما أقول إنّ جناب السيد الأجلّ السيد أحمد الأشكوري (أمدّ الله في عمره) له السبق في هذا المضمار، وهو أستاذ ومعلّم في هذا المجال أنا ذكرته لحضوره، والحمد لله هناك بعض الأعلام المستفيدة منه أيضاً مبثوثون في أماكن متعدّدة".
وأشار سماحته الى أن: "العتبة العبّاسية المقدّسة أخذت على عاتقها أن تبحث في تراث ثلاث مدن، ولكن هي غير مقتصرة على ذلك وإنّما هذه نواة للبحث عن تراث البقيّة، وفعلاً تقدّم لنا طلبٌ من أكثر من جهة بأن ينضمّ الى هذه السلسلة المحافظة على التراث، سواءً كان في تاريخ وتراث كربلاء أو الحلّة الفيحاء أو البصرة، فعلاً هذه مراكز موجودة وجزى الله الإخوة العاملين عليها في عملٍ دؤوب لاستنطاق هذه المدن فيما كتبت وفيما ألّفت وفيما نشرت، وبرز فعلاً الى العالم شيءٌ نعتزّ به من هذه المراكز الثلاثة".
وأضاف: "في هذا المعرض واقعاً نتشرّف بحضوركم جميعاً للاستفادة وللإطلالة على بعض المعروض الذي عمله الإخوة، لكن المهمّ في الأمر أنّنا نحتاج فعلاً الى الاهتمام بالتراث بأوسع ما يُمكن وعلى جميع المستويات، أنا أتكلّم عن التراث المعرفي وعن كلّ ما يمتّ لهذه العلوم المهمّة. مؤكدا " يجب علينا أن نهتمّ بها ونحن في العتبة المقدّسة في الواقع حاضرون لكلّ مشورة تقدّم ولكلّ همّة موجودة لا تجد أحداً، نحن حاضرون بخدمتهم لأنّنا نرى أنّ هذا جزءٌ من عملٍ ملقى على عاتقنا بمقدار ما نسع، والنجف الأشرف وكربلاء والحلّة هذه معاقل مهمّة وأعتقد أنّ هذا التراث الذي فيها هو تراثٌ يحتاج الى من يخرجه، هناك مؤسّسات شبه رسميّة أو مؤسّسات شخصيّة بدأت فعلاً تهتمّ بهذا التراث وبدأت تسير بالجانب الصحيح".
جاءت بعدها كلمةُ المحقّق الكبير سماحة السّيّد أحمد الحسيني الأشكوريّ التي قال فيها: "نمتلك خزيناً وافراً من التراث وكانت هناك جهودٌ كبيرة من أجل إخراجه وإظهاره، وكانت المساعي في هذا الموضوع مساعي جهيدة وكبيرة، لكن السياسة ومواجهة السياسات بمختلف العصور غطّت على هذا الموضوع، وبالرغم من الخرق والغلق وأمثال هذه الآفات نرى كثيراً من التراث الآن في المكتبات الخاصّة والعامّة، وقد رأيت أنا في أسفاري وفحصي للمخطوطات الكثير من الأعلاق النفيسة التي لم يطّلع عليها أحد، وفهرست كثيراً للاطّلاع وأسّست مجمع الذخائر الإسلاميّة أوّلاً ثمّ مركز إحياء التراث الإسلاميّ، وبدأت بتصوير مخطوطات من المكتبات الخاصّة والعامّة، وحتّى الآن أصبح لدينا من المخطوطات التي عندنا أكثر من مئتي ألف مصوّرة".
وأضاف: " أنه ممّا يؤسف عليه أنّ الكثير منّا يتصوّر أنّ الشيعة ليس لديهم تراث وأنّنا فقراء في العلوم، بينما فحص المخطوطات والاطّلاع عليها تبيّن أنّنا أغنياء، وأنا أعتزّ كثيراً بالحركة التي أصبحت في السنوات العشر الأخيرة في العراق والعتبات المقدّسة لإحياء كثيرٍ من التراث المهمّ، كلّ يومٍ يجدون كتاباً جديداً ويطبعونه بشكلٍ بديع وهذا يُبشّر بخيرٍ كثير، وأنا أشيد بالمساعي الكريمة التي يبذلها أخونا في الله سماحة السيد أحمد الصافي (حفظه الله) في هذا المجال، ونرجو له ولنا ولكلّ العاملين في هذه المجالات التوفيق".
بعدها جاءت كلمةُ مدير مكتبة الإمامين الجوادين السيد أياد الشهرستاني، قال فيها: "إنّ ما خلّفه العلماء من تراث هو الذخيرة التي نفتخر بها والسلّم الذي نرتقي به قمم المجد، لنُباهي بحضارتنا باقي الأمم ونستضيء من ألق ماضينا بتاريخ العلماء والعظماء، وإنّ من دواعي الفخر والاعتزاز أن ترتقي العتبات المقدّسة في خدماتها المختلفة في خدمة المجتمع، فكان للعتبة العبّاسية المقدّسة دورٌ كبير في ذلك خصوصاً وفي مجال العلم والمعرفة وإحياء التراث، وما هذه الندوات واللقاءات إلّا شاهدٌ تاريخيّ على هذه الحركة العلميّة للعتبة العبّاسية المقدّسة، وقد أفردت اليوم في منهاجها زاويةً لنطلّ من خلالها على أحد أعلام هذه الأمّة ألا وهو السيد هبة الدين الحسينيّ الشهير بالشهرستاني الذي نستذكر ذكراه الخمسين، إنّ هذه اللقاءات العلميّة لها أعظم الأثر في التلاقي المعرفي وإحياء تراث أمّتنا، وقد لمسنا هذا الأثر في العتبة العبّاسية المقدّسة بصورةٍ عامّة وفي قسم المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة بصورةٍ خاصّة، من خلال التعاون المستمرّ والتنسيق المشترك وتبادل الآراء والوقوف والاطّلاع على حجم النتاج الفكريّ".
أعقبت ذلك كلمةٌ لبيت الحكمة ألقاها الدكتور إسماعيل الجابري والتي بيّن فيها: "إنّ مبادرة قسمُ شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة مبادرةٌ مهمّة، جاءت مرتكزة على اهتمامٍ سابق ومشهود في مجال الحفاظ على التراث العربي الإسلاميّ، وهذا يمثّل مرتكزاً أساسيّاً في توجّه العتبة العبّاسية المقدّسة في الحفاظ على التراث من الضياع والتخريب".
بعدها قرأ الشاعر الدكتور عادل البصيصيّ قصيدة ولائيّة أعقبه تكريم نخبة من الشخصيّات الفاعلة بشؤون التّراث، ومن ثمّ توجّه الحضور برفقة الأمين العام للعتبة العبّاسيّة المقدّسة المهندس السّيّد محمّد الأشيقر- دام تأييده - لافتتاح المعرض، الذي شاركتْ فيه مراكز التّراث التابعة لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة وهي مركز تراث البصرة، والحلّة، وكربلاء، ومعهد علوم القرآن الكريم.
يذكر "ان المعرض يهدف إلى اظهار النتاج التراثي الفني عبر المعارض الفنية التراثية لاطلاع الفئات المجتمعية المختلفة على التراث الفكري وتعزيز حضوره المجتمعي والاعلامي وبيان دور العتبة العباسية المقدسة في الحفاظ على التراث بأشكاله المختلفة لا سيما الفكري منه". وقد توزع المعرض الى عدد من الأجنحة التي تضم صور العلماء واجازاتهم وخطوطهم ومجسمات لمعالم ومراقد، وصور الخطباء والوثائق والمخطوطات واللوحات والصور التراثية، وعرض للكتب والمقتنيات التراثية وكل ما يخص التراث الفني. كما تضمن المعرض جناح مسابقة الصور الفوتوغرافية التراثية وجناح مسابقة الخط العربي التراثية فضلا عن جناح للمسابقة اليومية الخاصة برواد المعرض وإقامة ندوة بحثية تراثية.
.
مركزُ تراث البصرة يسلّط الضوء على الجانب السياسيّ لهذه المحافظة في الحقبة بين (14هـ إلى 132هـ)... 7 / 8 / 2020 |
|
كتابُ (التّهذيب) ... منجزٌ علميٌّ جديد يضاف إلى إصدارات مركز تراث البصرة 7 / 8 / 2020 |
|
وفد يمثل منتدى الإمام الحسين ( عليه السلام ) الثقافي في محافظة واسط يزور قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية 12 / 1 / 2019 |
|
قسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية يشارك في مهرجان (الشهادة السنوي الثامن ) في محافظة واسط 27 / 1 / 2019 |
|
مجلة " نفحات" ترى النور بعددها الأول لنشر الثقافة القرآنية 20 / 8 / 2018 |
|
(منهجُ القُصَّادِ في شَرحِ: بانتْ سُعادُ)... كتابٌ قيِّم يخرجُ إلى عالمِ النُّور 7 / 8 / 2020 |
|